ثورة على انفسنا

Posted on at


ثورة ! ثورة ! ثورة نعم انها ثورة ولكن ثورة من نوع مختلف ليست ثورة لقلب نظام حكم وليست ثورة لتغيير رئيس دولة معين ولكن نحن فى امس الحاجة الى ثورة نعم نحن فى امس الحاجة الى ثورة ولكن ثورة من نوع خاص من طراز رفيع ثورة على انفسنا لتغيير انفسنا الى الافضل الى الاحسن ... فالازمان تتغير والاماكن تتبدل والاشخاص تتحول الى اسوأ. الاشخاص تتخلى عن اجمل مافيها وتلبس اقنعة لانعلم اسباب ارتدائها.. هؤلاء اشخاص كانوا من اهل الزمن الجميل بالطيبة والبراءة وحب الخير وتفضيل الغير على النفس.. لكنهم الان اصبحوا من زمننا, الزمن الذى لايعرف حب ولا ايثار ولاخير, زمن اصبح القوى يأكل الضعيف زمن اصبح الشرير هو الافضل , زمن اصبح البقاء فيه للاقوى , زمن تغيرت معانيه تحولت معاييره انقلبت موازينه.. زمن اصبح الشخص الفاقد لكل شىء هو نفسه الشخص المعطى لكل شىء , زمن اصبح فيه الشخص بماله بقوته بمكانته هو المتحكم فى البقية , زمن اصبح الكل فيه يتحكم فى البعض زمن اصبحت قوة المال والسلطة هى القوة العظمى زمن هبطت فيه الاخلاق واصبحت لاشىء بعدما كانت هى كل شىء زمن اصبحت ادواته ووسائله هى الرشوة والمحسوبية والواسطة زمن اصبح فيه الفن والابداع والابتكار حبر على ورق اشياء لاتسوى ولاتقدر مع ان هذه الاشياء خلقت دول وجعلتهم قوة متحكمة ولكن ماذا نقول لقد انتهى الكلام والفعل فى مكانه لايتحرك ولايسمع لندائنا المتكرر قمنا بثورات وغيرت انظمة حكم كثيرة وفعلت مالم يتوقع البعض ان تفعله جعلت دول تتقدم وجعلت دول تعيش فى خراب ودمار وقتل وضحايا وظننا ان الثورة هى الحل ولكن كنا خاطئين لاننا فى حاجة الى ثورة على النفس الامارة بالسوء النفس التى اصبح كل همها الاستحوذاء ... النفس التى ظنت ان بمقدروها ان تفعل كل شىء النفس التى نسيت او بمعنى اخر واصح تجاهلت اشياء كثيرة حتى المشاعر اصبح الاشخاص يتلاعبون بمشاعر الاخرين مثلما يتلاعبون بكرة فى نادى ما يتلاعبون بالمشاعر اما بالكذب او بالخيانة او بالنفاق فوسائلهم متعدة وطرقهم لاتنتهى ولا اعرف ماذا يستفيدون ولا اعرف الخطأ من تسبب فيه هم الذين يستحقون العقاب ام من اعطوهم تلك المشاعر وجعلوهم يتحكمون فيها ..زمن اصبحت لغته هى لغة التهديد ,, زمن فيه الاشخاص نسيوا الدين والاخرة ويتذكرون الان دنياهم فقط.. زمن الكل اصبح فيه يفتى سواء عن حق او عن باطل اصبح من حق الجميع ان يتكلم ويلزم الاخرين بالصمت وإلا استخدم لغة التهديد لغة زمنه..نادينا بالحرية واساءنا استخدامها للدرجة التى اصبحت فيها الحرية حكرا على الاخرين واصبحت جبرية ولكن الفرق اننا لانشعر بتلك الجبرية ..نادينا بالديمقراطية واصبحنا الان نعيش ازهى عصور الديكتاتورية ..اصبحنا نحلل لانفسنا كل شىء ولم يتبقى سوى القليل ليتم تحليله وجعله حلالا..نتمنى ان تقوم الثورة وسأكون انا من  اوائل المشاركين فيها, نعم سأكون من اوائل المشاركين فيها لانى احتاجها وانتم ايضا تحتاجونها.....     










About the author

160