لاتسألنى من انا

Posted on at


المجتمع ضحاياه كثر وجناته يزيدون يوما تلو اليوم وجرائمه تكثر كل ساعة والابرياء لايجدوا من يدافع عنهم والظالمون يجدوا من يصقف لهم ويرفعوا لهم القبعة احتراما والشرفاء لزموا بيوتهم لانهم لم يجدوا من يستمع الى صوت ضمائرهم الحية الى تنادى بالعدل والحق والشرف والمجرمون سكنوا القصور والعظماء كان السجن والمنفى مأواهم والفقراء مالا املئت بهم الشوارع والارصفة والعشوائيات والفقراء اخلاقا ودينا امتلئت بهم الكباريهات العمارات وارقى الامكنة...

مجتمعنا ضحاياك لانستطيع عدهم و بطلت احكامنابا على الجميع لاننا اصبحنا فى زمن غريب لانعرف فيه اى شىء لا نعرف من على حق ومن على باطل؟؟ من يستحق الالقاب والاوسمة؟؟ ومن يستحق ان يوضع فى السجون ويكون عبرة لمن لا يعتبر؟؟

وحتى لايكثر كلامنا وننسى موضوعنا الذى ضحاياه الاوائل هم (الفقراء ) .. الفقر لن نقل انه قنبلة موقوتة كما يقول الجميع ولكن سنقول ان الفقر سلاح مدمر وكارثة دمرت شعوب ودمرت اناس ليس ماديا وليس اقتصاديا انما معنويا اقوى انواع التدمير...فى موضوعنا لم نتناول الفقر مالا ولكن الفقر اخلاقا ورقيا وتربية .. الفقر الذى رمل امهات ويتم ابناء وجعل شوارعنا وارصفة مأوى لهؤلاء الفقراء , الفقر الذى شرد اناس وجهل اناس بلطجية وامتلئت السجون بهم ...العيد الذى يأتى على الجميع ولكنه لاياتى على الفقير لاننا نشعر بفرحة العيد فى مأكلنا ومشربنا وملابسنا ولكن الفقير الذى لا تتغير ملابسه سوى بعد اعواما واعواما ولايتغير اكله ولايكاد يشعر بفرحة الا بين الحين والحين وان فرح يكن متأكد ان هذا الفرح سيعقبه حزن دفين..الطفل الذى يحتفل بعيد ميلاده والطفل الذى يذهب الى مدرسته والطفل الذى يطلب مايتمنى ويجده والطفل الذى يلعب ويضحك ويفرح ويلهو بينما الطفل الفقير الذى لايضحك وان ضحك ليس بسب فرحة انما بسبب ماهو فيه والذى لايحتفل بعيد ميلاده انما يكن نادما على ميلاده ومتمنيا وفاته حتى يرتاح من دنيا ظلمته ومن زمن جار عليه ومن ايام ابكيته ومن اناس كسروا نفسه...

الفقر الذى جعل اناس نادمون على مجيئهم للحياة وجعل اناس يتمنون الرحيل يوما بعد يوم وجعل اناس تعيش فى بكاء وحسرة حينما يطلب اولادهم ابسط حقوقهم فى العيش الكريم وابسط حقوقهم فى الحياة من مأكل وملبس ومشرب ولايجدوا تلك الحياة الادمية ..الفقر الذى جعل اناس تحولوا الى حيوانات كل همها ارضاء غرائزها وتحولوا الى بلطجية يسرقون ويقتلون اناس بلاذنب وايضا تلك البلطجية ليس لهم ذنب فهم يحاولون الانتقام من اشخاص ظنوا انهم السبب فى فقرهم وهنا يأتى الغلط الاكبر حينما نبرر مانفعله بذكر اسباب ليس نحن ولاغيرنا من اقترفنا معهم الخطأ ذنبا فى ذلك...
الفقر قد يكون ابتلاء من الله سبحان وتعالى حتى يختبر البشر وعلى الشخص العمل والتعب والصبر والتحمل حتى يعطيه الله مايريد ولكن اذا وجدنا من قرر ان يصبر ويتعب لم يجد وظيفة ولم يجد مجتمع يتقبله ولم يجد اناس يشجعونه ولم يجد حياة ادمية بل وجد ابن الوزير ومن معه وسطة يعملون واخذوا وظيفته ليس لشىء سوى لانهم اناس من طبقة وهو شخص من طبقة اخرى.....

الفقر جعل حبيب يفقد حبيبته ويكون دائه الجرح ودوائه الصبر والتحمل والفقر جعل الصديق يغدر بصديقه وجعل الاب يطلق زوجته الذى قد تكون عشرة اعوام واعوام والفقر جعل اب يتخلى عن ابنه ويتركه فى ملجأ ثم يتحول الى طفل شوارع ثم بلطجى يدمر مجتمعه ثم قتيل بسبب شىء ما....

اثناء كتابة تلك الكلمات تذكرت فيلم من انتاج السينما المصرية وهو فيلم( لاتسألنى من انا) بطولة( شادية ويسرا) .. حينما عرفت يسرا ان شادية والدتها وانها اعطتها لسيدة غنيه بهدف تربية يسرا وعملت شادية خادمة عند تلك السيدة الغنية وقالت يسرا لوالدتها شادية انتى مجرمة حينا قبلتى بيع ابنتك فردت شادية وقالت لها انا مش مجرمة ولكن انا فقيرة وطول مافيه فقر الناس مش بس هتبيع اولادها الناس هتبيع لحمها.. بتلك الكلمات البسيطة لخصت( شادية او الدادة فاطمة) معاناة امم تعانى من الفقر ومن التشرد ومن كل شىء.....
عن انفاق اموالنا فى الهراء واشياء اباحية ونكت وافيهات وحروب,, نتكاتف لابد من معالجة الفقر الذى تثبت التقارير ان معدل الفقر فى مصر والوطن العربى اصبح بالمليارات وبديلا وننفق الاموال على الفقراء حتى لايوجد فقيرا واحدا فى وطننا العربى ونصبح اغنياء بالمال والاخلاق والدين ونزرع البسمة على وجه الفقراء وننسيهم الالامهم ومعاناتهم ونجعلهم محبين للحياة, ونقول للفقر  هزمناك الى الابد وقضينا على ضحاياك بالعمل والتكاتف وتبا لك ايها الفقر....


 

 

 

 

 

 

 

 

 



About the author

160