اليوم العالمى للفتاة

Posted on at



بمناسبة (اليوم العالمى للفتاة )"1" الذى أعلنته الامم المتحدة يوم 11 اكتوبر لحماية حقوق الفتيات و زيادة الوعى من عدم المساواة التى توجهها فى جميع انحاء العالم فى مجالات مختلفة من حقها فى التعليم و التغذية و الرعاية الصحية و الحقوق القانونية و الحماية من التمييز و العنف و الحق فى الزواج بعد القبول و الحق فى العمل و القضاء على زواج الاطفال ساقدم لكم شخصية مصرية ابهرت العالم بانجازاتها و تفوفها العلمى و هى ( د/ سميرة موسى )"2".



سميرة موسى هى اول عالمة ذرة مصرية و لقبت باسم ميس كورى الشرق و هى اول معيدة فى كلية العلوم بجامعة فؤاد الاول جامعة القاهرة حاليا . ولدت فى 3مارس 1917 فى قرية سنبو الكبرى مركز زفتى بمحافظة الغربية و لوالدها مكانة مرموقة بين ابناء قريته و تعلمت منذ الصغر القراءة و الكتابة و اتمت حفظ القران الكريم و كانت مولعة بقراءة الصحف و كانت تتمتع بذاكرة فوتوغرافية تؤهلها لحفظ الشئ بمجرد قراءته و التحقت بمدرسة "قصر الشوق" الابتدائية ثم بمدرسة " الاشراف" التى اسستها و قامت بادارتها ( نبوية موسى )"3".

ْ








 .

 

 

 

 


و حصلت على الجوائز الاولى فى جميع مراحل تعليمها و كانت الاولى على شهادة التوجيهية 1935 و اثر تفوقها على مدرستها حيث كانت الحكومة تقدم معونة مالية للمدرسة التى تخرج منها الاول و دفع ذلك ناظرة المدرسة نبوية موسى لشراء معمل خاص حيث سمعت ان سميرة تنوى الانتقال لمدرسة حكومية بها معمل . و يذكر لنبوغها انها قامت باعادة صياغة كتاب الجبر الحكومى فى السنة الاولى الثانوية و طبعته على نفقة ابيها و وزعته على زميلاتها 1933 . و اختارت كلية العلوم رغم ان مجموعها يؤهلها لدخول كلية الهندسة و هناك لفتت نظر (د/ مصطفى مشرفة)"4" اول مصرى يتولى عمادة كلية العلوم و تاثرت به ليس علميا فقط بل اجتماعيا .


 

  و حصلت على بكاليورس العلوم و كان الاولى على دفعتها و عينت معيدة بكلية العلوم و حصلت على شهاة الماجستير فى موضوع "التواصل الحرارى للغازات" وسافرت فى بعثة الى بريطانيا حيث درست فيها الاشعاع النووى و حصلت على الدكتوارة فى الاشعة السينية و تاثيرها على المواد المختلفة ثم سافرت لامريكا لتدرس فى جامعة لودكرج بولاية تنيسى الاميركية . و قد انجزت رسالتها فى سنتين وفى السنة الثالثة توصلت فى ابحاث متواصلة الى معادلة مهمة تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس و صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون فى متناول الجميع و لكن لم تدون الكتب العلمية العربية الابحاث التى توصلت لها د/ سميرة. و مؤلفاتها عبارة عن مقالات عن الخوارزمى و دوره فى انشاء علم الجبر لتاثرها باسهامات المسلمين الاوائل و لها عدة مقالات اخرى مقالة مبسطة عن الطاقة الذرية و اثرها و طرق الوقاية منها و شرحت فيها ماهية الذرة تاريخها و بنائها و الانتشار النووى و اثاره المدمرة و خواص الاشعة و تاثيرها البيولوجى . و لدكتور / سميرة انشطة اجتماعية و انسانية كثيرة منها اشتركت فى ثورة الطلاب فى نوفمبر 1932 التى قامت احتجاجا على تصريحات اللورد البريطانى صمويل عندما كانت طالبة فى كلية العلوم و اشتركت فى فى جمعية الطلبة للثقافة العامة لمحو الامية فى الريف المصرى و جماعة النهضة الاجتماعية لتجميع التبرعات للاسر الفقيرة . و كانت د/ موسى مولعة بالقراءة و حرصت على تقديم مكتبة كبيرة تم التبرع بها للمركز القومى للبحوث و اجادت استخدام النوتة و الموسيقى و فن العزف على العود و نمت موهبتها فى فن التصوير حيث خصصت جزء من بيتها للتحميض و الطبع و كانت تحب التريكو و الحياكة و تقوم بتصنيع ملابسها بنفسها . كانت د/ موسى تأمل ان يكون لمصر و للوطن العربى مكان وسط هذا التقدم العلمى الكبير و كانت تؤمن بان زيادة ملكية السلاح النووى يسهم فى تحقيق السلام فان اى دولة تتبنى فكرة السلام لابد وان تتحدث من موقف قوة و كانت تامل تسخير الذرة لخير الانسان و تقتحم مجال العلاج الطبى حيث كانت تقول "امنيتى ان يكون علاج السرطان بالذرة مثل الاسبرين". و كانت عضو فى كتير من اللجان العلمية المتخصصة على راسها "لجنة الطاقة و الوقاية من القنبلة الذرية " التى شكلتها وزارة الصحة المصرية و قامت بتاسيس هيئة الطاقة الذرية بعد قيام دولة اسرائيل 1948 و حرصت على ايفاد البعثات للتخصص فى علوم الذرة و نظمت مؤتمر الدولة من اجل السلام الذى استضافته كلية العلوم . توفيت د/ سميرة موسى فى 15 اغسطس 1952 فى حادث أليم فعندما كانت فى طريقها لكاليفورنيا لزيارة معامل نووية فى ضواحيها فى هذا الطريق الوعر المرتفع ظهرت سيارة فجاة و اصطدمت سيارتها و القيت فى الوادى العميق و قفز السائق الذى اختفى للابد . و يشك الكثير فى حقيقة مصرعها فيقال : ان الموساد الاسرائيلية هى التى اغتالتها جزاء لمحاولتها نقل العلم النووى الى مصر و الوطن العربى . فقد كانت تقول " لقد استطعت ان ازور المعامل الذرية فى امريكا و عندما اعود الى مصر ساقدم لبلادى خدمات جليلة فى هذا الميدان و

ساستطيع ان اقدم قضية السلام " .

 






 

هذه بعض انجازات د/ سميرة موسى فقد قدمت الكثير لوطنها . فواجب علينا ان نتذكرها فى هذه المناسبة بل نتذكرها فى تاريخ مصر المشرف الملئ بالعلماء الاجلاء .





About the author

160