نضف ودانك

Posted on at



يكفي أن تتمشى في أحد شوارع مصر المحروسة لتتمنى لو أنك تمتلك القدرة على إغلاق أذنيك بعض الوقت لتمنع أي صوت للتسرب إليه.. هنا صوت بائعين يصرخون لترويج منتجاتهم و ينغمون أصواتهم بطريقة غريبة تجعلها أقرب إلى صوت صاحب أنكر الأصوات!!


و هنا طلاب المدارس يمازحون بعضهم بأكثر الألفاظ بذاءة و وقاحة و قبحا و يضحكون ضحكات عالية و يرفعون أصواتهم متباهيين بقاموس السباب الذي يحفظونه و لا ضير من أن يبدعوا بعض الألفاظ الجديدة أيضا!!


و هناك صاحب توك توك يرفع صوت "المهرجانات" لدرجة تؤذي أذنيك أنت الماشي على بعد أمتار منه، فكيف تتحمل أذنيه هو هذا الصوت الصاخب المرتفع!! لا شك أنه فقد حاسة السمع!!"1"


و إذا كنت ممن يستقلون الميكروباص في طريقهم فلديك فرصة لسماع الأغاني الشعبية الصاخبة التي تعد موسيقاها أقرب إلى الضجيج (2)منها إلى الموسيقى، و يغني كلماتها مغنٍ هو ابعد ما يكون ن الغناء، و لتكتمل التركيبة الجهنمية لابد أن تحتوي كلمات الأغنية على بعض الألفاظ الخارجة، و يرفع السائق صوت التسجيل قدر المستطاع!! تطلب من السائق أن يخفض الصوت قليلا فيتشاجر معك "مش عاجبك انزل"، أو قد يستجيب لتكتشف أن الأغنية الشعبية كانت أرحم!! أصوات ابواق السيارات التي تستخدم بسبب و بدون سبب تزيد زحمة المرور صخبا و توترا، و السائقون يتبادلون الشتائم كتبادلهم للتحايا، و أحيانا يسبون الدين.. عجبا ألا حرمة لشيء هنا؟!!



يا الله! لو كان بإمكاننا فقط أن نغلق أذاننا فلا نسمع أي شيء كما نغلق أعيننا فلا نرى أي شيء!! لو كان بإمكاننا أن نستمت بلحظات من الهدوء(3)!! لو أن كل منا حفظ لسانه و علم أنه محاسب على كل لفظ يتفوه به!! لو كان كل شخص يسمع ما يحلو له في سماعات أذنيه و لا يجبر الشارع كله على الاستماع معه!!


وسط كل هذا الضجيج تجد صاحب محل أو مواصلة يشغل أغنية هادئة لفيروز (4)أو منير(5)، أو يستمع لآيات من القرآن الكريم بصوت مشاهير القراء.. تبتسم.. تسجل الصوت في ذاكرتك... و تحاول تجاهل كل صوت سمعته أو ستسمعه خلال يومك.. في محاولة يائسة لتنضيف ودنك



 



About the author

160