وهم التدين

Posted on at



تُصلى صديقتنا فى مسجد الجامعه معظم صلواتها , وتعود لمنزلها لتتخلص من تكليفات الجامعه المطلوبه منها فيحين موعد محفظة القرآن الكريم التى تأتيها فى منزلها لتلقى عليها ما حفظته بالتجويد فى الليلة الماضيه , وفى المساء تأتى للمسجد الكبير فى منطقتها حيث حضور درس السيرة النبوية لشيخ الازهر(1) الجليل من المغرب وحتى العشاء , لتعود لمنزلها وقد وهمت نفسها بالتدين ووعدت نفسها بالجنه !.



تفتح جهاز الكمبيوتر لتتابع الحساب الخاص بها على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك(1) , وترفع صورتها الشخصية فيعجب بها الاصدقاء من الشباب وتنهمر عليها تعليقات الغزل الصريح على جسدها وجمالها فتقابل هى التعليقات بتهلل أساريرها والرد بالترحيب والشكر , وبعدها يظهر لها شاب ويطلب منها محادثه خاصه فتسمح له وتخبره بما لا تخبره للناس من حياتها وتخلع له ثوب التقى التى تتقن إرتدائه امام الناس فى الظاهر(2) . فأى تدين هذا؟! وأى دين يأمر بذاك ؟!



لست بصدد إلقاء التهم بتكفير البشر ,فأنا عبد مثلكم وليس معى تفويض من الآله بمحاسبة العباد وغير مخول لى الفتوى بالتحريم ولست من هواة التعميم فلا أعمم على كل المتدينين , فبعضهم فقط ما عندهم هو طيف وسراب دين(3) وليس دين حقيقى ولست متحدث بإسم الدين ولا ادافع عنه فهو اعظم من ذلك قال _صلى الله عليه وسلم _ ( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ ) , فالاديان جائت لتقويم البشروإصلاحهم وليست للإحتكار والمفاخره والتظاهر بعكس الباطن


اخيرا من يقرأ تلك السطور ويرى نفسه فيها فليراجعها فإن الله غفور رحيم .


م.د



About the author

160