ذكرنا فى الجزء الاول من (مولد طفلة) ان الطفلة بائسة بدون حياة لا اصدقاء لها ليس لانها لاتحب الصداقة بل انها تعشقها ولكن لان ظروف مجتمعنا اقوى غالبا من ظروف النفس البشرية نحن نريد والمجتمع يريد وغالبا ارادة المجتمع تنتصر ويفعل مايريده المجتمع ......
طفلة قررت ان تعيش بمفردها او مع اناس ,, قررت ان تثبت ان ارادة الحياة اقوى من ارادة الموت ,, قررت ان تترك تلك السجن الذى تسكنه وتسكن فى الدنيا,, قررت ان تمزق ماضيها وتعيش حاضرها وتبنى مستقبلها..
طفلة قررت ان تعيش وتتعايش مع واقع يحاول ان يتجاهلها ,, قررت ان تفرح من جديد بعدما غمضت عين تلك الفرحة عن بيت تلك الطفلة,, قررت ان تقول اغمضوا اعينكم عنى فانى مازلت قادرة على التحدى والصراع من اجل البقاء...
لكن داخل تلك الاجواء المشحونة بالتحدى وبالصراع وبالامل وبالتفاءل ماذا حدث ؟؟هل نفذت تلك الفتاة قرارتها ام نفذت الحياة وعيدها ؟؟,,بقيت الطفلة ام رحلت بلاعودة ,,جنيت الثمار ام لم يكن هناك ثمار بل اشجار لا احد يرويها فذبلت....سارت الطفلة تتحدى وتحاول تحقيق احلامها ولكن اتت اوهامهاومخاوفها من مجهول ومن مستقبل لتقضى على تلك الطفلة هل قاومت ,, هل استسلمت؟؟؟؟
اوهامها تزيد ومخاوفها تكثر والرؤية غير واضحة والجميع يتسابق من اجله وليس من اجل احد هل تبكى ؟؟ حتى دموعها محبوسة بداخلها لاتريد ان تخرج !!هل تصرخ فالمكان بلا احد حتى يسمع تلك الصراخ ؟؟ هل تنتحر؟؟ الله امامها فى كل مكان ..
استسلمت تلك الطفلة لان الوهم هو نصف الداء ولان الوهم يقضى على الشعوب فماذا نتوقع الايقضى على طفلة؟؟!!!! ولان الخوف لجام يكبح عقولنا ولان الحياة سجن اغلق ابوابه امام كل مساعدة,, ولان النفس لا تمتلك خبرة وايمان كافي وثقة اكثر.. استسلمتجلست و حاولت البكاء والصراخ ولايجديان ,, نادت ولااحد يسمع ,, فكرت فيما حولها واخذت تتساءل لماذا انتم ايها البشر طبيعيون وانا من يرانى ينصحنى بالذهاب الى طبيب نفسى..
لماذا انت تضعون رؤوسكم على اسرتكم تنامون وانا اضع رأسى لتبدا رحلة الصراع والاوهام والتفكير الذى لاينتهى حتى اصبحنا كالعاشقان انا والوهم..لماذا تعيشون حياتكم ولماذا انا اسيرة فى سجن الحياة لماذا انتم تضحكون وتفرحون من لاشىء وانا جهلت الفرحة طريقها الى انا.. انتهت الطفلة من اسئلتها واخذت توجه الرجاء والامنيات الى الحياة وتقولخذى منى ماتتمنيه واعطنى مااتمنى واذا وجدتى ماتتمنيه يتعارض مع ماتمنى فكونى اكرم منى ..خذى منى مااحب من اشخاص واعطينى من يحبنى,, خذى منى السعادة واجعلينى سبب فى اسعاد الناس فكلمة الشكر التى سأسمعها منهم ستسعدنى..خذى منى المال والجاه ولكن اعطنى الصحة التى بها استرد تلك الاشياء ,, اخذتى منى الماضى والان تفكرى فى اخذ الحاضر فرجاء اتركى لى المستقبل ...
هذه الكلمات وجهتها الى الحياة وانتظرت الرد ولان الحياة تفعل ماتريد قررت ان تواجه تلك الفتاة بعد استسلامها ويأسها ودموعها المحبوسة.. انفجرت الدموع وقررت ان تصرخ حتى اذا لم تجد من يسمعها وقررت ان تنادى حتى اذا وجدت الاذان صماء لاتسمع ...
تقربت الى ربها وقالت ياررررررررب اذا لم اقل يارب سأقل ماذا انت ربى اعينى على اوهامى وساعدنى على نفسى وكسرى جسور مخاوفى وافتحى لى ابواب السجن واتركنى اذهب فى دنياك افعل واعمل واتعب اذا وجدت ماافعله يرضيك فقرر انت يارررب ماذا تريد اتريد بقائى اما تريد رحيلى .. لاتتخلى عنى فى دنيا السراب ولاتتركنى فى سجن الاوهام ولا تجعلنى اذهب الى منفى المخاوف .. اعطنى الصبر والامل والثقة فيك يارب وفى نفسى ..ولأنه هو الرب القادر الواحد الاحد يقول اذا دعونى عبدى فسأستجيب له ولأن الله يعلم مابداخل قلوب عباده ولانه يعطنا مايريده وفى عطائه هذا الخير فرحت البنت ونزلت دموعها المحبوسة والصماء على اذان الناس ازيل والسجن اصبح جنة والحياة اصبحت حياة والناس اصبحوا بشر بمعنى كلمة بشر..
هذه هى القصة بمافيها اردنا ان نوضح مهما كانت اوهامك مهما كثرت مخاوفك مهما ذادت ابواب السجن مهما كنت فقيرا محتاجا لكل شىء مهما كنت اضعف من اى شىء مهما كنت بحاجة الى الكل والكل تخلى عنك مهما كثرت دموعك ولم تخرج وظلت محبوسة مهما تعبت من الصراخ والنداء ولا احد يسمعك اعلم ان الله موجود ولان الله موجود اذن كل شىء موجود الامل والفرحة والتفاؤل والخير فقط توكل على الله وخذ بالاسباب واجعل نفسك الضعيفة قوية بالايمان والتفاؤل والثقة بالله....
