الجغرافيا السياسية

Posted on at


 



هو ذلك العلم الذي يتناول بالدراسة الوحدات السياسية في اطارها المكاني ومقومات هذه الدولة من ارض وموارد وسكان ,كما يتناول تنظيمها الداخلي وعلاقاتها مع الدول الاخرى وذلك داخل اطار جغرافي .


الكاتب في الجغرافيا السياسية او العلوم الساسية عامة لا يمكن ان يتجرد تماما من صفة الموضوعية وذلك للاسباب التالية:


1_ان العواطف والانتماءات القومية تجعل الكاتب موضوعيا في الموضوعات البعيدة عن المكان الجغرافي لقوميته , او البعيدة عن الاتصالات السياسية والتاريخية بقوميته ,بينما غير موضوعي فيما يختص بغالبية العناصر التي يدرسها في مشكلة سياسية تمس من قريب انتماءاته القومية.


2_عواطف الارتباط بتجمع حضاري معين مثل الانتماء الى حضارات العالم الصناعي او الغربي او حضارات العالم الثالث او المتخلف والنامي .


3_مشاعر اصحاب الحضارات الغربية تتعدى في احيان كثيرة حد التطرف وتصبح مشاعر عنصرية مرتبطة بالرجل الابيض ككائن سام على غيره من العناصر.


4_تختلف نظرة الكتاب السياسيين الى الامور باختلاف انتماءاتهم الايديولوجية ,فالكاتب الاستعماري القديم يختلف عن الامبريالي المعاصر وكلاهما يختلف عن الكاتب الماركسي.


هناك مناهج للدراسة في الجغرافيا السياسية منها :


أ_المنهج التحليلي


وهو منهج يستخدمه الجغرافيين وغير الجغرافيين من دارسي الموضوع السياسي ,ويقسم القوى داخل الدوله الى خمس مكونات هي (الجفرافيا ,الاقتصاد,السياسة,المجتمع,الجيش)


فالمكون الجغرافي يشتمل على (الموقع,الحجم,شكل مساحة الدولة,خصوبة التربة,المناخ وتأثيره على الانتاج الزراعي العام وطاقة الناس,احتياطي الموارد الطبيعية في الدولة)


هناك عناصر جغرافية متكاملة منها:


1_البيئه الطبيعية : وتدخل فيها عدة عناصر جغرافية متكاملة مع بعضها على رأسها اشكال السطح ,والمناخ والتربة والنبات الطبيعي والمجاري المائية والبحيرات ......الخ.


ومن الامثلة على هذا العنصر فيما يتعلق بدراسة اطوال السواحل في النرويج وتناسب ذلك مع المناطق الغنية بالثورة السمكية , وفقر اليابس النرويجي ,وارتباط هذه العناصر لتفسير تاثيرها على توجيه النرويج نحو دول معتمدة على الثروة السمكية وحياة البحر ومن ثم التجارة والنقل البحري.


2_الحركة والانتقال : ويدخل فيها اتجاه حركة النقل للبضائع والاشخاص والتيارات الفكرية.


وهذا العنصر له اهميته في الوقوف على حجم التجارة الخارجية من خلال الصادرات والواردات بين الدول وكذلك التيارات الفكرية في العالم النامي والمتقدم .


3_المواد الخام والسلع المصنعة ونصف المصنعة : وتشتمل على السلع والمواد التي تم انتاجها بالفعل وتلك التي ينتظر ويرتقب حدوثها في المستقبل.


فيمكن مثلا قياس موارد الفحم والحديد في اوروبا الغربية على ضوء افضل استخدام لها في دول اوروبا الغربية كوحدات سياسية منفصلة.


4_السكان : دراسة شامله عن السكان ومميزات الشعب النوعية والايديولوجية.


ان الحجم الكبير للسكان وكثافتهم المرتفعة في البيئات الفقيرة تؤدي الى مشكلات عديدة اقتصادية وسياسية داخل الدولة ومثال ذلك الفقر مع التزاحم السكاني في جنوب ايطاليا الذي يؤدي الى الكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية داخل ايطاليا.


5_ التركيب السياسي : يشمل على نظم واشكال الادارة واهداف الحكم.


وهذا العنصر هام جدا في تحليل الاوضاع السياسية الداخلية ومن الامثلة على ذلك : تنظيم الدوائر الانتخابية في بريطانيا يؤدي الى اعطاء اهمية سياسية للمناطق الريفية قليلة السكان اكبر من وزنها الحقيقي وقد ادى هذا التنظيم الى بقاء السكان في هذه الدوائر الفقيرة لانهم يكسبون كسبا مضاعفا (تخفيف الضرائب عليهم لفقر الموارد , وجذب السياح والمتنزهين في العطلات الاسبوعية ) مما يعطيهم دخولا اضافية مقابل بعض الخدمات ولولا ذلك لكان السكان قد هجروا هذه المناطق لانها غير مجزية اقتصاديا.


المنهج التحليلي طبق بنجاح على دراسة الدولة الواحدة ويمكن ان يطبق ايضا على مستوى اعلى من الدولة اي على مستوي اقليمي لدراسة الدينامية في منطقة واسعة.


ب_المنهج التاريخي


يدور هذا المنهج حول الجغرافيا السياسية التاريخية من اجل فهم اعمق لمشكلات الماضي وتكوين خلفية تحليلية لمشكلات الحاضر.


ان قيمة معظم الدراسات في الجغرافيا السياسية التاريخية مرتبطة بتفسير احداث الماضي بما صادفها من ظروف طبيعية وتكنولوجية وعلاقات الدول وشخصيات الحكام والقادة في اطار زمني معين ,ولهذا فانه لا يمكن ان تتخذ مثل هذه الدراسات مؤشرا لما يحدث اليوم او ان نسقط ناتج هذه الدراسات على نشاطات الدول المعصرة .


ان مؤيدي المنهج التاريخي ينتمون من دراساتهم الى وضع قواعد ومبادئ عامة يخضعون لها الدول في نموها وتوسعها .


ان الاديان لا تعرف حدودا بيئية, والانسان في مجموعه ايضا لا يعرف حدودا بيئية لانتشاره , بل هو دائم التكيف مع الايكولوجيات الطبيعية المختلفة , وربط الاسلام بالعرب نظرة ضيقة جدا , فالدولة العربية الاسلامية خارج الجزيرة العربية لم تنطو على طرد او ابادة السكان الاصليين وحلول العرب محلهم .


وبقية الدول الاسلامية تكونت من تحول السكان الاصليين الى الاسلام , وكذلك كان يمكن ان يكون الحال في فرنسا وبقية اوروبا رواد من مسلمي العرب وسكان فرنسيين او غيرهم يتحولون الى الدين الجديد ... وهكذا تسقط حجة الحتميين التاريخيين والجغرافيين بأن للاسلام حدود بيئية لا يتعداها.


                        


                                                                                             الكاتبة : اميرة قمر
                                                                                                  



About the author

160