حتى و إن كان حلم...

Posted on at


نصنف الناس و نحكم عليهم ,على أخلاقهم, على نياتهم , على ما بقلوبهم و ندعى الصلاح و القوامة عليهم 


ندعو  للحق ,للعدل ,للسماح ,ونغضب لمن لا يقوم بهم و عندما يأتي الامر لنا نبرر لانفسنا


نطالب بالحرية , الكرامة , و نعمل جاهدين على سلبهم من من يخالفنا في الرأي


نخاطب الناس ملتمسين منهم حسن المعاملة و آداب الحديث والتحكم في غضبهم و ننسى كل هذا مع أول شخص نغضب منه 


نتحسر على ضياع الاخلاق و انتشار الالفاظ السيئة و لا نتذكر أن نكون مثالا لهذه الاخلاق و استعمال الالفاظ الحسنة 


نحزن على ضياع مفهوم ديننا الوسطي و ندعو الناس أن يعودا له و ننسي أن نعود نحن 


نهاجم بعضنا البعض , نفاضل بيننا و من منا أحسن و أفضل


بتنا نمتلك حقوق ليست بملكنا و عليها بدأنا في توزيع الادوار و المسؤليات


بتنا نمتلك تأشيرة دخول الجنة و النار و ندعي بأن هذا في النار و الاخر بالجنة


أصبحنا نزكي أنفسنا و ما نريد ونسينا أنه عندما ندعو لشهيد نختم ب "اللهم انا لا نزكي عليك أحدا و لكن نحتسبه عندك شهيدا" ومازلنا ننسى ! ؟


بأي حق و لأي حق؟ فنصرة الحق و العدل و نشر الاخلاق و العودة الى الدين تبدأ من عندنا أولا


لا تبدأ بالفعل  و لا بالقول ... لكن بالقلب


علينا بجهاد قلوبنا و حملها على الالتزام بما نريد أن نحققه و نراه


ما لنا نصنف الناس و نحن منهم


ما لنا نطالب بالحق و العدل و السماح و نحن أولى بهم


ما لنا نطالب بالحرية و هي تكمن في تقبل حرية الاخرين


ما لنا نتحسر و نحزن و نهاجم و الحل بين أيدينا


فلنقوم أنفسنا و نصلح عقولنا و نحترم بعضنا و نبدأ بالسلام


فلنكون مثالا لأنفسنا


حتى و ان كان حلم ... و ما الحلم ببعيد  



About the author

160