ضميري....روحي....نفسي

Posted on at


 



من أين أبد وكل كلامي بداية ,ولو أطلت الحديث وأستغرقت في كلامي كل سنين العمر


فالحديث هنا عن ثلاثة أشياء ,أو ثلاثة معاني , أو ربما ثلاثة أيكونات ,لا أعلم المهم أنهم ثلاثة


عندما أضع رأسي على وسادتي وقبل أن أقع في هاوية النوم أتعذب....وأتعذب....وأتعذب



ثم لا أجد مفرا من هذا العذاب فأنام


أما عن العذاب الأول فهو عذاب ضميري


تبا لتلك المطرقة التي تهوي في كل لحظة على عقلي ضاربة كل جوانب فكري محطمة كل شموخ بنيته



,أو غرور تعاليت به على الدنيا فضميري شديد الذكاء. بحيث يأنبني على كل شيئ ولا يسامح ولا يغفر ولا يلتمس الأعذار لأنه يعلم جيدا أنه يكفيه مرة واحدة فقط ليسامحني لكي يموت وهو لا يريد الموت



يبقى متنبها ويقظا يسجل ويدون كل ما أقوم به ويكتفي فقط بتنبيهي طيلة اليوم . ثم ينتظرني في موعد النوم ليطيل الحديث وإلقاء العظات وإتباع كل أساليب الإذلال التي عرفتها البشرية


عندما يتحدث ضميري أحس بأنني أتضائل وأتضائل حتى أصل الى درجة أنني أصبح لا أراني بالعين المجردة


هذا ضميري


 


أما عن العذاب الثاني فهي نفسي


نفسي............نفسي.............نفسي




تتلخص علاقتي مع نفسي في كلمة الصراع


كثيرا ما أفقد السيطرة عليها فأتركها تتصرف وأقف متفرجا عليها وإن قلت عليها أنها شريرة سأكون في هذه اللحظة ظلمت الشر فهي أسوأ


وإن وصفتها بالقسوة قد تلومني القسوة لأنها ليست بهذ السوء . ومع كل ذلك فهي صغيرتي التي أقسو وأقسو عليها ثم تكفيني نظرة البراءة التي ترتسم عليها فتهدم كل قسوتي وجبروتي 


إلا أنني وجدت الحل أخيرا أسلمتها لضميري فهو القادر عليها الذي لايرحم ولا يحن ولا يلين مهما فعلت لتثنيه عما هو مصمم عليه


أتابعهما جيدا وكم أكون سعيد عندما أراه يوبخها وهيا لا تنطق  ,بكلمة تكتفي بالسمع والطاعة ولو حاولت التدخل بينهما عندما يحتدم النقاش يتحول ذلك الحمل البريئ الذي كان منذ قليل يقبل كل أساليب الإهانة الى وحش كاسر ينهال عليا بما لا أطيقه ولا أقدر عليه من سيل الكلمات والمعاني والفجور في المعاملة وعندما تنتهي من كل هذا تختم كلامها بجملة تقتلني


أنت من فعل بي هذا. وتبتعد


أما عن العذاب الثالث فهي روحي



ما أجملها وما أرقها وما أحلاها عندما أتحدث عن روحي ترتسم على كياني تلك الإبتسامة التي لا تنمحي بسبب هذه البريئة 


لم يخلق الله أبد منذ بدء الخليقة روحا شريرة أوبها عيب من عيوب الدنيا مهما صغرت أو كبرت


فالروح هي بذرة الإله الكامنة في كل مخلوق . فتخيلوا عظمة هذه البذرة ونقائها وصفائها فهي الملاك داخلي والطفل الذي ينتظر مني أن أعلمه وأن أخذ بيده ليرتقي سلم المجد والعلا حيث هو مكانه بالأساس


والكتاب الذي كلما حاولت ان اضع حبر السيئة عليه لا يقبلها فتنمحي وكأنها لم تكن ويكتفي فقط بكتابة ما استحسن فيا


روحي تعذبني لأنني عندما أذكرها احس بأنني عاجز بل لست أنا فقط العاجز فكلنا أمام أرواحنا عجزة


أتعذب لأشياء كثيرة منها أنني أقابل هذا النقاء والصفاء بالسوء


اتعامل مع هذ الجمال اللا متناهي بالقبح


فهي الملكة التي تتوجت على عرش العالمين لا تريد الا الولاء والوفاء


وأنا أعاملها معاملة خدم القصر


أبخس حقها طوال الوقت وأعشق غيرها وهي الأحق بالعشق


لهذا أتعذب ولهذا انتحب في كل ليلة



ولكن يجتمع الثلاثة قبل أن يأتي النوم ليفرقنا ليواسوني ويطيبوا ألامي ونتفق على أن غدا سيكون اليوم الأول في البداية الجديدة وأن غدا سيكون الفرصة التي نعطيها لبعضنا البعض حتى نعيش في توافق وود


والمشكلة أنه في كل ليلة نجري هذ الإتفاق وكأننا لم نجريه من قبل


إن ما يعذبني حقا أن الثلاثة لم يسأموا مني بعد ويعلمون تمام العلم أني أقاوم لأنني بداخلي جوهرة تنتظر فقط الوقت المناسب لتشع وتلمع


لن أنتظر هذه اللحظة ولن أجلس متأملا أن يأتي هذا الوقت


أنا سأخلق لحظتي وأبدع في توفير هذ الوقت فلن يجعل هذه الجوهرة تلمع أحد غيري


إنتهى   ...........................



About the author

mohamed-nasr-8943

changing life started with athought

Subscribe 0
160