الحسد هو اعتراف بفشل الفرد وعجزه عن تحقيق ما يحققه الاخرين فيظل يراقبهم في صمت وليس ذلك فحسب بل انه يراقب في عدم رضاء لقضاء الله فالشخص الحاسد يري انه كل هذه النعم التي في يد الاخرين ليست من حقهم وانه هو من يسحقها ولكن دون جدوي لانه كل ما يفعله هو الانشغال لما وصل اليه غيره دون التفكير في محاولات لتطوير نفسه فهو يري انه يريد ان ينجح مثلهم ولكن لا يري ماذا فعل هؤلاء الاشخاص لكي يحققوا كل هذه الانجازات .
الفرق بين الغبطه والحسد
ليست المشكله في ان يراقب الفرد نجاحات الاخرين ولكن المشكله فذاك الشعور الذي يتكون بداخل الفرد عندما يري نعمه في يد اخيه فهناك فرق بين الغبطه والحسد فالغبطه هي تمني ماعند الغير ولكن دون زوالها وهذا علي عكس الحسد تماما فالشخص الحاسد يرغب في زوال النعمه من الاخرين ظنا منه انهم لا يستحقوها وهذا غير صحيح لان الله لديه حكمه في كل شي وليس من حق احد ان يعترض علي قضاء الله.
ويقول الشاعر:- ألا قل لمن بات لي حاسدا ***اتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه *** لانك لم ترض لي ما وهب
والحقيقه ان اكثر من يتأذي من الحسد هو الشخص الذي يحسد ذاته وليس الذي يقع عليه الحسد لذلك فيقول احد الشعراء "واصبر علي كيد الحسود فان صبرك قاتله فالنار تاكل بعضها ان لم تجد ماتاكله " فالحسد هو عكس القناعه والرضاء بقضاء الله وايضا عكس حب الخير للناس وهذا ما يخالف ما يامرنا به الاسلام ولذلك فالحسد محرم فالسلام
فالانسان لابد وان ينشغل بنفسه وبتحقيق ما يريد دون ان ينظر نظره حسد للاخرين لان الله قد وزع الارزاق بحكمه فلايصح ان ينظر الانسان بما في يد اخيه ويهمل ما قدره الله له ويغفل النعم التي انعمها الله عليه .