رائعه

Posted on at




 بسم الله الرحمن الرحيم

رائعه

 


 

كان يستقل سيارته الفارهة كل يوم وكان واجب علي أن أحييه فهو سيدي لأني أعمل ناطور في فيلته

وكعادته لا يرد التحية

 

وفي يوم من الأيام رآني وأنا ألتقط كيس فيه بقايا طعام ولكنه كعادته لم ينظر إلي وكأنه لم يرى شيء

 

وفي اليوم التالي وجدت كيس بنفس المكان ولكن الطعام الذي كان فيه مرتبا وكأنه اشتري الآن من البائع

 

لم أهتم في الموضوع أخذته وفرحت به وكان كل يوم أجد نفس الكيس وهو مليء بالخضار وحاجيات البيت كاملة

 

فكنت آخذه حتى أصبح هذا الموضوع روتيني

وكنا نقول أنا وزوجتي وأولادي من هذا المغفل الذي كل يوم ينسى كيسه وهو مليء بكل شيء

 

وفي يوم من الأيام شعرت بجلبة في الفيﻻ

 

فعلمت أن السيد قد توفي

وكثر الزائرون في ذلك اليوم

 

ولكن كان أتعس ما في ذلك اليوم أن المغفل لم ينس الكيس أو ربما أحد الزوار سبقني إليه

 

وفي اليوم الثاني أيضا لم أجد الكيس

وكذلك في اليوم الثالث والرابع وهكذا مرت الأيام ولم أعد أرى الكيس

مما زاد وضعنا المادي سوءا

 

وهنا قررت أن أكلم السيدة بزيادة الراتب أو سأبحث عن عمل غير الناطور

وعندما كلمتها قالت لي باستغراب كيف كان المرتب يكفيك وقد صار لك عندنا أكثر من سنتين ولم تشتكي

فماذا حدث

 

حاولت أن أبرر لها ولكن لم أجد سبب مقنع

وأخيرا قررت أن أحكي لها قصة الكيس الذي كان يغطي غالبية حاجياتنا

وعندما حكيت لها قالت ومتى لم تعد تجد الكيس

فقلت لها بعد وفاة سيدي.

 

وهنا انتبهت لشيء لماذا انقطع الكيس بعد وفاة سيدي مباشرة

 

خطرت فكرة ببالي أن سيدي هو صاحب الكيس ولكن تذكرت معاملته التي لم أرى منها شيء ولكن فقط هو لا يرد السلام

فلم يكن بيني وبينه أي احتكاك 

 

وعندما نظرت بعيني سيدتي وجدتهما تغرورقان بالدموع

فسألتها باستغراب إن كان طلبي صعب لهذه الدرجة فأنا آسف ولم أعد أريد الزيادة وسأبقى أعمل عندكم

 

ولكني صعقت عندما قالت كنت أبحث عن صاحب الكيس السابع وقد وجدته

 

رحمه الله لم يكن يعلمني من صاحب الكيس السابع كي لا لالا....

 

ورجع الكيس ولكن كان يصل إلى البيت وأستلمه بيدي

 

وقد كان يحمله ابن سيدي

وكنت أشكره فلا يرد علي

 

وبعد فترة أردت أن أعرف ما السبب فشكرته بصوت مرتفع فرد علي وهو يقول

لا تآخذني لأنه عندي ضعف بالسمع كوالدي

 

كن معطاءا  وضع بصمت

حقيقة الإنسان ليس بما يظهرھ لك !!

بل بما يفعلھ لأجلك، لذلك إذا أردت

أن تعرفھ فلا تصغ إلى ما يقولھ 

بل انظر إلى ما يفعله


 




About the author

-6108

ارجو من الجميع دعم ومساعده المنظمه للعمل الإنساني في الشرق الأوسط على هذا الحساب
1G2nEdujbMzA6MVkrxnM3o9qJCVT5w6Nff

Subscribe 0
160