ملفي الازرق

Posted on at


كانت لي محاولة يتيمة في كتابة الشعر لكنها  انتهت بانحراف الاوزان والقوافي عن بحوره، لذلك ابتعدت عن الخوض في مضمار لست اهل له واكتفيت بكوني متذوقة للشعر .

جاء حبي للشعر  النبطي من المجلات الشعرية التي كانت تجمعها لي خالتي في زيارتنا لها كل نهاية اسبوع، و هبتها لي  بعدما انقضى على العدد الاربع والستة اشهر، فخالتي كانت تقوم بشراء اعداد كثيرة لمختلف المجلات الشعرية والاجتماعية، لكن انذاك لم اهتم بحداثة الاصدار  على قدر سعادتي برؤية شاعري الوسيم  صاحب الصفحة الاخيرة، واخر اخبار اهل الفن والازياء.. والكثير من الصور الجميلة
كانت تلك المجلات العتيقة هي مصدر معلوماتي للعالم ..فنحن لم ندخل الانترنت في المنزل حينها
بعدما انتهي من قراءة المجلات كنت اقوم بعمل ممتع وهو اقتصاص الصور والاشعار وجمعها داخل ملف ازرق يتخللها رسومات لم تنضج بعد وهي اقرب للطفولية ..
في ذاك الزمن الغير  بعيد كنت اعتقد اني املك شيء  مميز وثمين لا يمتلكه كل من هم في سني ..لان سعر المجلة باهظ الثمن لذلك  فانا محطوطة لأني امتلك قصاصات منها..
فاحضره معي في الصف لكي  اتباهى به امام صديقاتي الاتي كنا  متشوقات لرؤيته من كثرة حديثي عنه...
وفي يوم  دراسي ممل كان لدينا صف الرسم فــ استبدلوا معلمتنا الاساسية بطالبة في الجامعة كانت تقوم بتدريسنا والاشراف علينا وهذا كان احد التدريبات العملية لتخصصها وعليه يتم وضع درجات لها..
هذه المعلمة او الطالبة الجامعية كانت متميزة بأفكارها وحتى طريقة تشجيعها للطالبات بشكل لمن نعتاده من معلماتنا لذلك كانت قريبة منا كثيرا لدرجة ان بعضنا كان يهرب من الصف وقضاء وقت معها..

كسرت هذه المعلمة الشابة الحواجز التقليدية بيننا وبينها
 فتشجعت و احضرت معي ملفي الازرق وقومت باستعراضه لها..
قالت لي اني مبدعة وانه لدي حس فني واني استطيع واستطيع......
جرعات كبيرة من التحفيز جعل الادرينالين يضخ في دمي
المعلمة الشابة آنذاك كانت تملك ((لاب توب)) وهي متقدمة تكنولوجيا بمراحل عني.. واجزم انها رأت اجمل ما هو داخل ملفي الازرق المتهالك
لكنها شجعتني وامنت بي..
لذلك اصبحت التقط كل جميل بكاميراتي المتواضعة واجمعهم داخل ملف اصفر في كومبيوتري المحمول الجديد...
على اجد في يوم ما من يؤمن بي واقيم معرضي الخاص..

كل منا لديه العراب الذي قام بالإيمان به و بتشجعيه على امر يرغبه سواء كانت كرة قدم  او الرسم او التصميم  او التصوير او حتى تخصص جامعي .......الخ
لن تمحيه ذاكرتنا مهما حيينا  فهو استطاع ان يحرك ما بداخلنا بكلماته البسيطة.



About the author

-7930

طالبة في جامعة القاهرة_كلية الاعلام_قسم اذاعة وتلفزيون
انتمى دما لثلاث دول وروحا لخمسة..!!
اكتب هنا مايخطر في بالي بعيد عن قيود مجتمعي..
لست تابعة لاي احزاب ولا منظمات..انا ملكة.. لكلماتي...التى تمتزج بين الواقع والخيال

Subscribe 0
160