وطـني وأيُ الأوطـانِ أنـتَ

يا منشـأَ العـزِ وبلدَ الإبـاءْ

 

يا عظيماً ركعَ لكَ الكلُ خاشـعاً

فأنتَ الأبـيُ قاهـرُ الأعـداءْ

 

يا شمسًـا تضيئُ دومـاً بالهـدى

وقمراً أنـارَ الأكوانَ من السماءْ

 

ودِمَا الأحرارِ على البؤسِ ريقتْ

فحطمتْ أصنـاماً كنا لها أعداءْ

 

قدمـوا دِماهمْ قرابيـناً بمعبدكَ

مـا ذهبَ قـَطُ دمُـهمْ هبـاءْ

 

لقد سلِمتَ دوماً منْ جهلِ اقوامٍ

جاءوكَ بالإفـكِ مزقَ الاصداءْ

 

كنـا يوماً عبـيداً عندَ سادتكَ

فجعلوناَ سادةً نستـعبدُ الشقاءْ

 

ودِمَا الأحرارِ على البؤسِ ريقتْ

فحطمتْ أصناماً كنا لهـا أعداءْ

 

قُمنا ثائرينَ فـي وجهِ ظُلمٍ جَمٍ

فقسماً بربـي لقد محـونا الوباءْ

 

عانيتَ جفافَ العدلِ وعَطْبَ الأخلاقْ

شعبكُ في المَيْدانِ طلب الإستسقاءْ

 

فأجـابَ السميعُ من فوقِ سبـعٍ

بالغيثِ نزلَ يُـمجِّدُ دِماَ الشُهداءْ

 

سَنواري أجسادهمْ ترابكَ يا وطني

ونرفعُ أرواحهم نجومًا في الفضـاءْ

 

انتفضنا في مَيْدانٍ باتَ العالمُ يعرفهُ

وقفـنا بحـزمٍ محـقنا الفسـادْ

 

فيا شهيدَ مِصرَ آلآنَ فاسترحْ

قامتْ مِصرُ تنـزلُ علمَ الحـدادْ

 

شرطةٌ في حَضْرَةِ شعبٍ تخدمهُ

وشعبٌ وجيشٌ في حفظِ البـلادْ

 

آلآنَ نبنيكَ رافعي رؤسنا فخراً

ونعلي رايتك خفاقة تحصدُ الأمجادْ

 

سنتذكر الخامس والعشرين دوماً

تراثا لاجيالٍ ندعوهمُ الاحفادْ

 

وسنمحو خطايانا بأيدينا ما عشنا

وسنقتل كُلَ من كانَ لنا جلادْ

 

فلتعِش دوماً يا وطني حُراً ابيا

ولتكن سواعدُ شعبك لكَ عمادْ

 

فيا وطـني وأيُ الأوطانِ أنـتَ

يا منشأ العزِ وبلدَ الإبـاءْ

 

يا شمـساً تضيئ دوماً بالهدى

وقمراً انارَ الأكوانَ من السماءْ