في إحدى الليالي
في إحدى الليالي التي أذكرها ليس لأنها من الليالي التي امتلئت بالأحداث
فأجبرت العقل على تذكرها
ولكني أذكر هذه الليله لأن أمثالها كثيرة ..... حيث التشاؤم
خيم على المكان .... والصمت أرخى السدول يقتل........ أصداء الكلام
والخوف يملأ الوجدان .... يدق على أبواب القلوب......... فيشل حركتها
وكأنه الموت
توقف الزمن بعد منتصف الليل .....وكأنه لايريد لهذه اللحظات الكريهة أن تنتهي
وكانت النسمات العليلة تروح وتجيئ قبلها
وكأنها تبحث عن العشاق لتؤنس ليلتهم .... فإذا بها تتوقف وكأنها دخلت جحورها رهبة مما سوف يحدث
وأذكر القمر كان يضيئ الدنيا كالسراج .... وإذا بغيمات السواد العتيق تحوم
كأنها الذئاب تلتف حول فريستها لتوقع بها
وقد نجحت فأختفى القمر
كنت قد جلست في شرفة أفكاري
أتطلع عللني أرى ما يؤرقني في وسط الضباب
الذي وان ظلمته سأقول كثيف .... ضباب الضلال والتيه
والخوف
والرعب من المصير المتربص الذي يجثو عل ركبتيه منتظرا من فريسته رُبع لحظة
من غفلة لينقض عليها يهشم ويقطع فيها كيفما شاء
ليلة يفعل بها الكل ما يشاء
إنها الليلة التي أذكر فيها الماضي
إنها الذكريات
والماضي لا ينتهي
والعقل لا يموت
والضمير دائما متيقظ
والموت ......هو السكوت
فدعوني مع لياليا
أتذكر
وأتذكر
حتى
أنسى