ميكافيللي

Posted on at



يعد ميكافيللي من اشهر الكتاب السياسيين , ورائدا من رواد الفكر السياسي العميق .


تتمثل افكاره السياسية في كتابيه " الامير " و " الخطب " . ففي الامير يحدد ميكافيللي انواع الامارات والحكومات وطرق واساليب الحكم التي يجب اعتمادها في تلك الدول حتي تمنع انهيارها وانهدامها.


اما الخطب فيدرس الجمهوريات الرومانية حسب التاريخ الروماني وكلا الكتابين يتناولان الصفات الاساسية التي عرف بها ميكافيللي كعدم تأييده لاستخدام الوسائل الغير اخلاقية اتحقيق اغراض اساسية , وان الحكم يعتمد بشكل كبير على القوة والحيلة , وان الطبيعة البشرية تتسم بالثبات وعدم التغيير وقد طبعت بالانانية ونكران الجميل والتردد, ويرى ان الحكم يجب ان يبنى على حقيقة مفادها ان الامن لا يكون في حيز الامكان لا اذا كان الحكم قويا.


الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتدني والمتردي والفاسد في ايطاليا كان له عظيم الاثر على افكار ميكافيللي , فقد راى ان تعاسة المجتمع الايطالي تعود الى البابا والكنيسة المسيحية والذان عطلا الوحدة القومية الايطالية التي طالما حلم بها ميكافيللي وذلك بسبب احتقارهم الفضائل العسكرية والشرف بدلا من التمسك بها كباقي الاديان .


ان الغرض من السياسة عند ميكافيللي هو الحفاظ على القوة السياسية للدولة وزيادتها بصورة دائمة والعمل على تحقيق ذلك باي سياسة سواء كانت سياسة ظالمة قاسية او غادرة او حتى غير جائزة شرعا . فلتحقيق غاية سياسية معينة يبيح ميكافيللي استعمال كل وسائل الااخلاقية حتى القتل والكذب .


ويؤمن ميكافيللي باهمية القوة الروحية للمجتمع الى جانب القوة المادية ويؤمن بان الحاكم يجب ان يحقق هاتين القوتين للشعب اذا اراد الحفاظ على الدولة وقوتها , واكد على انه لا يجب ان يتقيد الحاكم بالقواعد الخلقية والدينية التي تتحكم في المجتمع , والغاية من الفصل بين السياسة والاخلاق تكمن في رغبة ميكافيللي بابقاء السياسة كغاية في ذاتها ومنفصلة عن كل الاعتبارات الاخرى .


اما عن المواصفات التي يجب ان يكون عليها الحاكم وفقا لكتاب الامير لميكافيللي فهي :


1ـ على الامير ان يظهر بمظهر السخي الكريم ولكن الى الحد الذي لا يثير .


2ـ على الحاكم ان يظهر بانه متسامح , ولكن عليه معرفة الوقت الذي يتسامح فيه لان التسامح في غير محله لا يؤدي الا للضرر.


3ـ على الامير ان يكون محبوبا ومرهوبا في نفس الوقت وهنا يظهر ذكاء ودهاء الحاكم , ويفضل ان يكون مرهوب الجانب اكثر من ان يكون محبوبا , ولكن ان يكون مرهوب لا يعني بالضرورة ان يكون مكروه , فكراهية الشعب للامير امر في غاية الخطورة يجب على الامير ان يتجنبه ولا يتعرض له و ولكي يتجنبه يجب ان لا يعتدي على اموال الرعايا او الاعتداء على شرف نسائهم وان يكون صادقا بوعودة ولكن الصدق لا يصلح في كل الظروف .


4ـ على الامير ان يكون انسانا وحيوانا على حد سواء , فالانسان سلاحه القانون والصدق ,بينما الحيوان سلاحه القوة والحيلة فعلى الاميلر الا يسمح لغيره بان يكون اميرا قويا والا بذلك يكون قد دمر نفسه .


5ـ ان لا يكون حياديا امام القضايا المطروحة , فالحياد موقف الامراء الضعفاء والذي لايقود الا للخراب .


على الرغم من تأييد ميكافيللي للنظام الملكي المطلق في كتابه الامير وتفضيله للنظام الجمهوري في كتابه الخطب الا انه يبقى على قناعة اساسية وهي ان الحفاظ على الدولة يتوقف بشكل اساسي على جودة قانونها فمن القانون تنبع الفضائل التي يتطبع بها المواطنون .


وانطلاقا من هذا المبدأ الذي يعطي اهمية خاصة للقانون فانه ينبغي ان من يقوم بمهمة تشريع القانون مشرع واحد وذلك لبناء الدولة الناجحة والمجتمع الصالح , فقد كان وراء قناعة ميكافيللي باهمية التشريع والجيش الوطني وكراهيته للنبلاء ايمانه بضرورة تحقيق الوحدة القومية الايطالية وابعادها عن الاضطرابات الداخلية وخطر الغزاة الاجانب وقد كان صريحا جدا عندما رأى ان واجب المرء نحو وطنه يجب ان يلغي جميع الواجبات والاهتمامات الاخرى .   


 



                                                                                        الكاتبة : اميرة قمر



About the author

160