نظرية وسائل الاتصال كامتداد للحواس

Posted on at


بالتاكيد يعتبر كثير من المؤرخين والاعلاميين ان فترة الستينات هى فترة استقياظ الكثيرين لاهمبة وسائل الاعلام وبداية فهم كيف يمكن ان تؤثر فى الجماهير وماهى السيكولوجية التى تعمل بها هذه الوسائل وبداية وضع النظريات التى تحدد عمل هذه الوسائل وخصوصا هذا الامر كان مهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التى شهدت استخدام واسع للوسائل اعلام حتى قال احد وزراء هتلر اعطنى اعلاما بلا ضمير اعطيك شعبا بلا وعى 

 

 

 

ومن هذه النظريات التى ظهرت فى الستينات وحاولت جاهدة ان تفسر تطور وسائل الاتصال وتأثيراتها على المجتمعات الحديثة وواضع هذه النظرية هو مارشال مكلوهان وهو احد اشهر من وضع النظريات فى مجال الاعلام وتقوم هذه النظرية على ثلاث افتراضات مهمة جدااا وهى 

اولا : وسائل الاتصال هى امتداد لحواس الانسان 

ويرى مارشال فى هذه النقطة ان الناس بشكل او باخر فى حالة من التكيف الدائم مع ظروف المحيطة به نجد مثلا ان الانسان تكيف مع مهاجمة الحيوانات المفترسة بصناعة اسلحة من الخشب ثم من الحديد وان البرد القارس حاربة بالزى الثقيل من الحيوانات الى ان وصل الى استخدام الاجهزة الكهربائية فى التدفئة كذلك وسائل اعلام فالانسان بالنسبة له كان تدرج وسائل اعلام كالتالى :

* المرحلة الشفهية والتى كانت تعمتد كلية على الاتصال الشفهى وقد استغرفت هذه المرحلة معظم التاريخ البشرى حيث كانت هذه هى الوسيلة اعلامية الاقوى والاشيع استخداما 

* مرحلة الكتابة : وكانت هذه المرحلة نوعا ما متطور وبدأت بالكتابة على الحوائط والبرديات وورق الشجر الى الكتابة الحالية واستغرقت حوالى الفى عام 

*مرحلةالطباعة : وكانت هذه المرحلة بمثابة الطفرة التى ساعدت على نشر العوم فى كل انحاء العالم ولكل الناس بعد ان كانت مقصورة على فئة معينة وهذه المرحلة كانت من سنة 1500 الى سنة 1900 تقريبا 

*مرحلة الوسائل الالكترونية : المرحلة الاخيرة والاسرع تطورا بشكل يومى تقريبا وهى المرحلة التى  اذافت الرفاهية للانسان وكانت منذ بداية القرن العشرين 

وفى كل الاحوال سواء التكيف هذا مع وسائل اعلام او مع غيرها فانها تؤدى جميعها الى فكرة و احدة انها جميعها تؤدى الى امتداد حواس الانسان وزيادة قوتها فمثلا الكاميرا خصوصا فى التلفزيون هى امتداد لحاسة البصر فتستطيع ان ترى كل ما يحدث فى العالم وانت تجلس فى بيتك والميكرفون وخصوصا فى الاذاعة هو اتمداد لحاسة السمع من كل انحاء العالم والالات الحاسبة هى توفر الجهد العقلى وتؤدى الى امتداد الوعى 

 

 

ثانيا : الوسيلة هى الرسالة 

بمعنى ان طبيعة كل وسيلة , وليس بالمضمون الذى تقدمه وهو الاساس فى تشكيل المجتمعات التى توجه لها هذه الوسائل ,فيرى مكلوهان ان الرسالة الاساسية فى التلفزيون ليس ما يقدمه من برامج او مسلسلات ولكن الرسالة الاساسية فى التلفزيون نفسه وكذلك الرسالة الاساسية فى الكتاب هى الكتاب نفسه فهو المؤثر فيمن يقرائه وليس المكتوب فى الكتاب  ومن ماهو يؤكد على اهمية الوسيلة عن مضمونها 

 

 

مثال تجربتك لسماع مبارة كرة قدم فى المذياع وعدم رؤيتها على شاشات التلفزيون فالبطبع فى التلفزيون ستكون مؤثرة اكثر بكثير من عندرؤيتها فى التلفزيون وعلى العكس عند سماع انشاد دينى جميل سيكون له واقع  مؤثر اكثر عند سماعه فى الراديو عن التلفزيون وكذلك قرائة اخبار الجرائم او التقارير  المطولة صاحبة المعلومات الغزيرة ستكون افضل بكثيير عند قرائتها فى الصحف عن رؤيتها فى التلفزيون 

ثالثا :وسائل الاتصال الساخنة ووسائل الاتصال الباردة 

 وهنا مكلوهان ابتكر مصطلحات البارد او الساخن على وسائل الاعلام وهذه المصطلحات التى ابتكرها تعتمد بشكل او باخر على التخيل فالوسيلة الساخنة هى الوسيلة التى لا تحافظ على استخدام التوزان فى الحواس وهى الوسيلة التى تقدم المعلومة على طبق من فضة سهلة دون اى تعب وبالطبع هذا لا يؤدى الى تنشيط الخيال والتفكير وتنمية القدرات

 

ومن هذه الوسائل التى يراها مكلوهان هى الوسائل المطبوعة  او الراديو لان كل منها تعمد على استخدام حاسة واحدة وليست العديد من الحواس 

والوسيلة الباردة هى الوسيلة التى تعمل على تنشيط فكر الانسان ولا تقدم له المعلومات سهلة وبسيطة ولكنها تجعل الشخص يبحث ويفكر حتى ينمى قدراته الذهنية ومن هذه الوسائل السينما والتلفزيون فهى تستخدم اكثر من حاسة لدى الشخص وهى تؤدى الى جهد كبير فى التخيل من جانب المشاهدين 

أ.ش



About the author

160