(يوما ما سأرى ما لا عين رأت )

Posted on at


  


ذكر الله لفظ الجنة فى القرآن الكريم 56 مرة(1)تقريبا فى مقابل 102 مرة(2) تقريبا ذكر لفظ النار , ولكن معظم من يحملون على عاتقهم إيصال الدين للبسطاء والغير متعمقين فى العلوم الشرعية والتدين معظمهم مصممين على تكرار لغة الترهيب وعذاب النار وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيخ الدجال واهوال يوم القيامه وأوصاف الصراط والذى تقع اسفل منه النار فمن لم يستطع عبوره سيلقى فى جهنم ( والعياذ بالله ) وأنا لا أدعى انى درست العلوم الشرعيه وهم أعلم منى فى الدين , ولكن أليس الله بعادل ؟ مما لاشك فيه ان الله عادل إذن خلق الله نعيم مقيم وجنة الخلد للصالحين كما خلق النار للمذنبين الكافرين ( والا فإن كان هناك نار فقط فلماذا نعيش ولماذا نعبد الله ونرهق انفسنا بدون هدف او نتيجة من جنس العمل الطيب الذى نفعله؟ ) , ولماذا تركزون على النار وتنسون الجنه ؟! ألسنا أهلا للجنه ؟ ام هى من المستحيلات وصعب الوصول اليها فترهبونا من النار حتى نصل اليها وتستمر سلسلة الغيبيات فى ان الجنه لا يجب ان نرغب فيها ولكن فقط نرهب من النار , دائما اى صاحب مشروع او من يبدأ فى وضع هدف لحياته يعيش لتحقيقه يضع فى مخيلته دائما وامامه صوره ماديه للهدف متلخصه فى كلمات او صوره لشركة فى مجال معين او فكره لا يريد ان يحيد عنها او يشتت بغيرها فيساعده ذلك على تحقيق هدفه و عدم نسيانه والتعامل مع نفسه على اساس انه فى يوم من الآيام وهو يسير فى الطريق الذى رسمه سيصل لتحقيق حلمه فى تأسيس تلك الشركه او ذلك المشروع وهو يتخيل شكله من الآن ويرى موقعه فى تلك الشركه وكيف يعيش وينعم فى الثراء كثمرة منطقية لمجهودات السنين المنصرمة



يوما ما سأرى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , على الصعيد المنطقى والعقلانى والإيمان بالغيبيات ما سبق جزء اصيل من الدين الاسلامى ( وغيره من الأديان السماويه القائمه على فكرة الثواب والعقاب ) ومن لا يؤمن بما سبق لا يرى صحيح الدين ويتعمد الفهم الجزئى الناقص والمعيوب للدين , ليس عندى مانع من ان يكون ذلك اسلوبك مع نفسك ( بالترهيب فقط ) اذا كنت ترى ان ذلك مجدى ومؤثر بالدرجه الكافيه للمزيد من عمل الصالحات وترك المعاصى ( لانى لست رقيب عليك ولا احاسب البشر على اعتقاداتهم الفكريه ) , لكن مشكلتى هنا انك توجه جمهور من المسلمين يرى فيك المثل الاعلى وقائد الرأى الذى يجب ان يُتبع وان كل ما تقوله هو صحيح الدين ووسطه ( وهو غير الحقيقى ) ليس من حقك ان تضع القبعة السوداء على الناس فلا يروا من الدين الا العذاب والعقاب والنار والألم والجبريه والتقيد ( تلك معانى قبيحه ولا تناسب دين سماوى رحب سمح كالإسلام لا يتناسب مع ما ارسل به ( رحمة العالمين ) كما وصف الله المصطفى ( محمد صلى الله عليه وسلم ) ويقول تعالى فى هذا الصدد : ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ((  3))


.


سيدى يكفينى هذا القدر من الخوف والترهيب فقد تشبعت من الكراهية لذلك الدين لانه كما تصفه لى فهو دين عسير معقد , سيدى صف لى الجنه صف لى مكانى بها إن احسنت صف لى الصالحين وخلقهم الحسن , سيدى إعدل وإجعل كفتى الميزان متعادلة ( ترهيب وترغيب ) ولا تميل كل الميل للأولى فتذرنى كالمعلق لا ادرك بر للأمان ويعتلينى الشك حتى يقضى على ما تبقى من إيمانى بوجود آله لذلك الكون الفسيح , سيدى أنا لا أكره الدين ولكنى أكره أسلوبك ووصفك أياه , الله عادل , الله الحق , الله جميل , وحسن ظنى به يكفينى على دحض ما تدعيه


 


       م.د



About the author

160