وطني الغالي أرسل إليك تحياتي من أعماق خوفي عليك..أقبل ترابك في كل مرة أسمع عنك منك أنك لست بخير

في الواقع ستبقى يا وطني إلى أن يشاء الله بالحساب..سيبقى ترابك كما هو لن يزيد عليه شيئ إلا قطرات دماء

والقليل من عرق الكادحين..ولكنه سيبقى..ستبقى أرضك كما هي ..ولكن بعض القبور التي تحفر من أجل من يموتون من أبنائك لن يضرك في شيئ..وبعض مباني زائلة ..وبعض أطلال قديمة تخبر أجيالا قادمة أنه عاش من قبل على أرضك أناس كانوا يتلذذون بفض بكارة حريتهم..يشربون دماء إخوانهم في كؤوس المؤتمرات

يجمحون فقط عند البحث عن فضيحة...يدسون رؤسهم في التراب عندما تنهال عليهم تبعات ما يفعلون

ولكن ستبقى إني أطمئنك

ستبقى سمائك كما عهدتها دوما منذ 7000 عام هكذا بدأ تاريخك معنا حيث الفراعنة

ولكن يا وطني ستتغير تلك السماء قليلا لفترة وجيزة.... فالأن سمائك ملبدة بدخان مصانع تسابق الريح لتقتل من يعيشون على أرضك رويدا رويدا..ثم ستصفى سمائك مجددا ...لتتلون بآهات القادمين

ووهل تعتقد أن الصبر ما زال كلمة في قاموسنا...مات الصبر يا وطني 

ودفنته أيادينا..فسمائك الأن مليئة بالخيرات...تمطر حجارة ..نعم صدق ..تمطرحجارة

ولم تهدأ..فأمطرت رصاصا ينتزع أرواح أبرياء ..لم يعرفوا بعد سبب وجودهم على أرضك..وفي لحظة إدراكهم أمطرت سمائك عليهم رصاص..فالخير في سمائك وفير..نظرة واحدة إلى فوق ويهبط حاصد الأرواح

.ولا زالت سمائك تمطر أيضا..قهر..,ظلم ..,فساد ...والمطر تحول فيك من قطرات تلامس الوجدان فتهب الحياة إلى نار تخطفنا من الوجود إلى العدم

إلى سيل جارف لم يعد يفرق ....فيضان لا يرحم...جحيم فتحت أبوابه على مصارعها

وستبقى يا وطني.... لا تخف... أنت ستبقى

أما نحن فليكن خالقك وخالقنا في عوننا