نام فى المترو

Posted on at


 

مترو الأنفاق(1) مرفق حيوى لا يستغنى عنه معظم المصريين , يستخدمه ملايين الأشخاص يوميا ( حيث طبقا لآخر احصائيات عام 2011 بلغ عدد ركاب المترو يوميا الى أكثر من 2.6 مليون شخص )(2) ولكن لسوء الحظ تترك مساحة 67.5 كيلو متر ( وهى مجموع طول الثلاثة خطوط لمترو الانفاق )تترك بدون استغلال تماما لمدة 5 ساعات ونصف فى فصل الشتاء , و4ساعات ونصف فى الصيف(2) (سيقول لى احدهم الآن _هو يعنى خلاص مصر استغلت كل شبر فى ارضها عشان تستغل محطات المترو فى الفتره البسيطه دى ؟!_ وسيتهمنى احدهم بأنى خفيف العقل وغير منطقى وأعيش فى كوكب غير الكوكب الذى يحيا فيه باقى العقلاء من البشر ) وإجابتى ستكون بسيطه اليس أولى بتلك المساحه من ارصفة المترو الفقراء والمتشردين من ابناء ذلك الوطن من الاطفال فقط نحو ( مليون طفل مشرد )(3) ويقال المعرضين للخطر من ساكنى شوارع مصر يقدر عددهم ب 2 مليون شخص عامة . اليس من حق هؤلاء مكان مغلق عليهم ( مع القليل من التجهيزات للنوم كالاسره النقاله الخفيفه التى تشبه ما يستخدمه البدو فى خيم الصحراء ) وأساسيات معيشه كريمه اخرى لن تكلف الدوله الكثير بل ستحمى مواطنيها من نسب القتل والسرقه والاجرام الذى ترتكبه تلك الفئه ( الخارج عن ارادتهم فلا تسألهم عن اجرامهم الا بعد توفير حياه كريمه لهم تسد حاجاتهم الاساسيه اولا وبعد ذلك اسألهم عن افعالهم الخارجه عن القانون )

 

ويأتى اختيارى لمترو الانفاق اولا لانه الاقرب لمناطق تواجد المشردين فى مصر كلا له محطة المترو القريبه من مكان عمله اليوميى ( عمال نضافه او غيرها من الاعمال البسيطه قليلة الدخل ) وحتى ينمى ذلك من روح الوطنيه وحب البلد ( مصر ) وحب الانتماء لها بإعتبارها اهتمت بتوافر اماكن اقامه لساكنى الشوارع من الاطفال وغيرهم من المراحل العمريه . ما المانع إذا من أن نحمى المشردين من برد الشتاء فى الشوارع وقذارتها وتوفير سكن كريم لهم فهم مواطنون مصريون من الدرجة الاولى ولهم حق أصيل كغيرهم فى مسكن مناسب يوفر حياه كريمه كحق من حقوق الانسان طبقا لما اعلنه الاعلان العالمى لحقوق الانسان(4) الماده رقم 25 .

 

ودعونا نحول تلك الفكرة لأسلوب حياه وادارة جديده فى مصر , فبذلك نكون قد استغلينا الاستغلال الامثل لكل الموارد المتاحه للدولة وما اكثرها بالاضافه لتوفير حياة حقيقية لمن لم يرى حياه كريمه من قبل . فتحول الدوله المساجد والكنائس الى اماكن اجتماعيه وخدمه عامه , فتصبح للطالب الفقير مكان للمذاكره ولكبار السن الذين يعانون من التشرد فى الشوارع ملجأ لقضاء ما تبقى لهم فى الدنيا فى صحبة من هم فى نفس ظروفهم وسنهم , وتصبح للايتام ولكل ذوى الحاجه وابن السبيل والمسكين , وتتجمل احيانا لإستقبال من يبحثون عن قاعة افراح (بدلا من صرف نقودهم فى تكاليف باهظه هم الاولى بها لتجهيز مستلزمات الزواج , وتحزن للتحول لقاعة عزاء لغير القادرين . واعتقد لو طبقت الدوله ذلك على حسب امكانياتها لتنفيذه وآلياتها المناسبه التى تحددها , سيفوق تأثير ذلك على المصريين ما تفعله بيهم الاغانى الوطنيه لتشجيعهم على حب مصر ( وفى الغالب لا تؤثر تلك الاغانى فى شئ ) فكيف يشعر بالانتماء مصرى لا يرى الدوله فى خدمته , منفصل تماما عنها ( يشحذ ليأكل , ينام فى الشوارع , الخ ) , وأخيرا لتنفيذ تلك المشاريع نحتاج فقط توصيل رسالة اساسيه للمشردين الا وهى انهم طبيعيون مثلنا لن نشعرهم بأن الدوله تثنى عليهم وتعطيهم ما ليس لهم به حق ولكن هذا حقهم من الدوله التى هم جزء منها ولنا فى الملاجأ(5)التى تنشأها معظم دول العالم للفقراء بها لنا فيها المثل الأعلى .

م.د



About the author

160