لا يستحق ان يمر بشارع الصحافة

Posted on at


يروى الكاتب الكبير والصحفى المخضرم( محمد حسنين هيكل) قصة مشهورة عن صحفى دخل مجال الصحافة عن طريق الواسطة وكيف لهذا الصحفى حينما كلف بعمل وتغطية خبر من قبل جريدته فى مجلس الوزراء وحينما ذهب وسأل عن الوزراء وتم معرفة انهم لم يأتوا بسبب التشكيل الوزارى وكيف لهذا الصحفى ان يترك المكان ويذهب الى الجريدة ويخبرهم انه لاتوجد اخبار وكانت جريدته هى جريدة الاهرام وكان كاتبنا المخضرم (محمد حسنين هيكل) هو رئيس التحرير لهذه الجريدة فى هذا الوقت فعلق على هذا الصحفى بأنه لايستحق ان يمشى فى شارع الصحافة... قصة بسيطة ولكن كم الدروس المستنتج منها لاتكفيه الايام بل لاتكفيه الشهور ولاتكفيه السنين لتعلمه فالقصة تعلمنا اهم الدروس فى مهنتنا الى يطلق عليها (صاحبة الجلالة ) تعلمنا سرعة البديهة التى يفتقدها الكثير والكثير لابد لكل شخص ان يستخدم بديهته وليس فقط استخدام البديهة ولكن ايضا سرعتها وتعلمنا كيف نأتى بالخبر ونصوغه ونقدمه فى دقائق معدودة..
لكن القصص كثيرة والعبر اكثر والدروس التى يجب على الصحفى تعلمها حتى يستطيع ان يحقق مكانته فى هذه المهنة التى يلقبها البعض ايضا بمهنة (البحث عن المتاعب) لابد لنا من الاصرار والارادة ولانكتفى فقط بالموهبة نصمم على الخبر حتى نأتى به ونصمم على المعلومة حتى لو لم يكن صاحبها يريد الادلاء بها..ان الموهبة شىء عظيم ولكن اذا لم تتوافر معها الارادة والتصميم والجهد والصبر لاتساوى الموهبة شىء فكم من موهوبين اعتمدوا على موهبتهم فقط اصبحوا من الذكرى؟! وكم من شخص غير موهوب بإرادته وتصميمه اصبح كل شىء؟!...
ان تنمية الموهبة لدى الصحفى بالقراءة والثقافة والاطلاع حتى يتسنى له معرفة صياغة الخبر فى دقائق ويكون ملما بكل شىء حوله والقراءة تجعل مداركه متسعة جدااااا...لابد ايضا للصحفى ان يجعل مصادره اكثرواكثر ويجعل العلاقة معهم علاقة ودية قائمة على الاحترام المتبادل والعمل المشترك حتى يستطيع ان يحصل على مايريده من اخبار من هذا المصدر ولكن ايضا يحترم رغبة المصدر حينما يطلب من الصحفى عدم ذكر اسمه فى موضوع ما حتى لا يؤذى هذا المصدر على حساب تحقيق سبق صحفى ... ويجعل علاقته بمصدره علاقة شخصية وليست علاقة خاصة... ويجب على الصحفى ألايقلل من قيمة المصدر ولايحتقره ولايعطيه احساس بأنه يعمل لديه ولايعطى الصحفى نفسه احساس ان المصدر اهم ولكن تكون العلاقة بينهما متوازية علاقة مصالح ولكن ليست مصالح بحتة يظلم فيها طرف عن اخر...اهم الدروس التى نتعلمها من مهنة( البحث عن المتاعب )هى الاصرار والارادة والتصميم والجهد والتعب للوصول الى الهدف المحدد وهو السبق الصحفى وايضا لابد لنا ان تلتزم الحيادية ونراعى حرمة القلم الذى نسطر به على الصفحات ويقرأه الناس ويجب ان نراعى ضمائرنا الى اصبحت عند البعض شبه نائمة ونراعى انفسنا الى اصبحت هى الاخرى شبه غائبة او مغيبة عن ارض الواقع ...

لابد لنا من التزام الحيادية والنزاهة والشرف فى هذه المهنة ويجب مراعاة اخلاقيات المهنة وتطوير ميثاق الشرف الاعلامى عامة والصحفى خاصة حتى تعود المهنة الى ماكانت عليه من الازدهار واحترام النفس واحترام خصوصيات الاخر ...لابد للجميع ان يعرف مكانة الصحفى وكيف انه صوت الامة وضميرها الواعى ولابد للصحفى ان يعرف ذاته ولايسمح لقلمه فى يوم من الايام ان يخونه ولايسمح لمبادئه ان تتجزأ ...ان نقابة الصحفيين الان اصبحت مجرد مكان بعيد كل البعد عن حقوق الصحفيين ولايطالب بحقوقهم ولا يطالب الصحفى بواجباته والالتزام بها والذى جعلنا نذكر هذا هو مقتل الصحفية (ميادة اشرف) التى لم يكن لها اى ذنب سوى انها تقوم بممارسة عملها فقتلت ولم نرى سوى هتافات سرعان ما خمدت نارها وانطفىء بريقها., ولانعرف من من الخطأ والتقصير؟؟ هل من نقيب صحفيين لا نعرف من الذى اتى به الى هذا المكان ؟؟ام من حكومة تهدر جميع حقوق مواطنيها حتى تحافظ على سيادتها؟؟....

خاطىء من يظن ان مهنة الصحافة معرضة للاختفاء وكنا ايضا نظن هذا ولكن مهنة الصحافة باقية حتى ولو أتت الصحافة الإلكترونية مع احترامنا للتكنولوجيا الجديدة ولكن تاريخ وسائل الاعلام لم يشهد ابدا ان ظهور وسيلة كان على حساب وسيلة اخرى ونحن ايضا لم ولن نسمح ابدا باختفاء مهنتنا التى اليوم نسطر اول معاركنا من اجلها وكفاحنا الذى لن ينتهى بنا لكى نحافظ عليها ونعيد لها مكانتها انها( صاحبة الجلالة) مهنتنا الى اختارنها من بين مئات المهن ونعشقها للدرجة التى تجعلنا نفعل من اجلها اى شىء حتى تعود صاحبة الجلالة الى عرشها المتوج المزين ينتظر الناس اعدادها بفارغ الصبر وألان كل ماعلينا قوله لك (الله) يا(صاحبة الجلالة) ونحن معك الى الابد حتى تعودى....






About the author

160