لم استطيع ان انسى النظرة التي اعتلت وجه صديقتي ذلك اليوم. لا اعرف كيف اصفها فهي نظرة يمتزج فيا اليأس مع الحزن والمرار. لم افهم لما قد يصاب شخص ما بكل هذا الاحباط فقد مر عليّ الكثير من الصعاب ولا اتذكر اني رأيت مثل هذه النظرة. سألتها بعطف "ماذا بكي عزيزتي". اجابت باقتضاب "لا شيء". قمت بالالحاح في السؤال فانا اعلم جيداً ان هناك خطب ما بها. عندها اجابت بأن هناك  مشكلة كبيرة بينها وبين شريك حياتها . توقعت بداخلي بعد رؤيتي لوجها انها قد تكون نوع من المشاكل التي قد تتسبب في انهاء العلاقة بينهما. واذا بها تقول لي ان الخلاف في وجهة نظر سياسية فهي و اهلها ينتمون لفصيل سياسي وشريك حياتها ينتمي للفصيل الاخر. اندهشت كثيرا لهذه الاجابة فلم اكن اتوقعها البتة ولكن ما تلى هذه الاجابة اصابني بدهشة اكبر. فها هو ذا يطلب منها اما ان تتبنى وجهة نظره وتبتعد عن اهلها او تكون نهاية العلاقة . يا الهي ما كل هذه الحماقات

كيف يمكن ان يترتب على مجرد خلاف في وجهات النظر السياسية مستقبل الحياة الزوجية كله. هل اصبحنا لهذه الدرجة نستهزيء بكيان الأسرة . هل وصلنا لهذه الدرجة من التفكك لنربط تمسكنا بعائلاتنا بخيط رفيع كل يوم في تغير مستمر . منذ متى اصبحنا بمثل هذه الاخلاق. وكيف ليشخص من كان ان يقرر للشخص الاخر ما يجب عليه فعله و ما لايجب عليه فعله او بالاحرى كيف يفكر

 الحياة الاسرية اعظم بكثير من مثل هذه المهتارات التافه. فهي تٌبنى على الاتفاق لا الاختلاف . لا الاتفاق على وجهة نظر واحدة ولكن الاتفاق على تقبل الاخر كما هو او التوصل الى كيفية التفاهم بينهما. الحياة الاسرية تُبنى على التكامل لا على التنازع. فكل منا ينقصه بعض الاشياء يكملها بالطرف الاخر وهذا الاختلاف هو ما يثري الأسرة. فتكون الاجيال القادمة لها حرية الاختيار فيختاروا ما يناسبهم فعلياً ليس ما يناسب ابائهم. هنا فقط نضمن مستقبلاً مليئ بالتقدم والازدهار لاوطاننا

 أيضاً كيف نطلب من المرأة ان تكون تابعة لما يقرره الطرف الاخر لها ثم بعد ذلك نطلب منها ان تتخذ القرارات الصائبة بما يخص تربية الاطفال. فكيف يمكن لشخص اعتاد على ان يكون من التابعين ان يكون قائدا بين ليلة وضحاها  . المرأة نصف هذا المجتمع ويجب علينا تهيئتها لهذا الدور لا ان نحاول سلبها هذا الحق