ا
بقلم عمرو موسى
من المعروف والظاهر اننا شعب منذ قديم الأزل متخصص فى (الفَتْى)حتى وان كان الموضوع الذى نتحدث عنة او القضية التى استشيرك فيها لاتعلم شيئا عنها ولكن من منطلق ..اننا نفهم فى كل شئ لابد ان اجيبك على استفساراتك.....فمثلا اذا سألت احد المارة عن مكان ما تريد الذهاب اليه وان كان هو نفسة لايعرف ...يجيبك "امش طوالى يمين فى شمال...!!!" ولست ادرى لماذا نستحى من قول (معرفش..!!) أنا لا ارى فيها اى عيب او حرمانية ..!!!
وتنتقل "ظاهرة الفَتْى" من مجال الى اخر ,فمثلا فى الرياضة يتحول الشعب الى 85 مليون محلل رياضى وخبير فى التحليل ويبدأ كل "محلل" يدلو بوعاء خبرتة الرياضية فى هذا المجال .....من تحليل المباراة الى بيان مدى صحة الهدف من بطلانه ....الخ .
وبعد قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير واتبعها ثورة الثلاثين من يونيو ,غير الشعب المصرى نشاطه الى السياسة فأصبح لدينا 85 مليون(ناشط ومحلل وخبير سياسى ) واصبح كل من هب ودب يطلق على نفسه (ناشطا) وطفحت ماسورة الفضائيات بهذة النوعية التى لاتعى شيئا مما تقول بل انها تسببت فى كثير من الأحيان فى اشعال الرأى العام ...!! وساعد على هذا التغير المريب الذى ظهر على هذه الفئة ,حيث تبدلت أحوالهم من حال الى حال فركبوا السيارات الفارهة وسكنوا الاماكن الراقية ..!!! ولست ادرى من أين لهم هذا ...؟؟!, حتى ظهرت تقارير مؤخرا تشير الى ثمة تمويل أمريكى وراتب شهرى من السفارة لهذة الفئة مقابل تقارير عن الأوضاع الداخلية للوطن .... وأيضا ما تناولته تقارير أخرى عن تدريبات لهذة الفئة فى صربيا وغيرها على اثارة الفوضى فى البلاد..!!
نحن لا نحتاج لثورة على الأنظمة والحكومات فقد اسقطنا نظامين ولم يتبدل الحال ..!
نحتاج ثورة على افكارنا البالية وتصرفاتنا الحمقاء , نحتاج الى حب الوطن بعيدا عن الشعارات الزائفة والأقنعة التى نخفى وراءها حقيقتنا, نحتاج لحب العمل واحترام التخصص..!
