النقاد لا يرون الهدف من وراء تمكين المــــرأة ؟!!!

Posted on at

This post is also available in:

 بواسطة ياسمين دافيز


نشرت مؤخراً مقالة في موقع الأمة The Nation  تتحدث عن واحد من المواضيع المفضلة لدي : وهي النقد السينمائي . وتناقش فكرة أهمية النقد السينمائي للأعمال الفنية  لكل من صناع الأفلام والجمهور على حد سواء. فالنقد يمكن ان يساعد الجمهور في إختيار الافلام التي سوف يشاهدونها (فضلا عن الملامح النقدية التي يتم البحث عنها ويتم التطرق لمناقشتها بواسطة النقد ).كما انه يساعد صناع الأفلام على معرفة رأي الجمهور في الأفلام التي يقدموها . غير أن هذه المقالة أشارت الى أن الأفلام التي تقدمها النساء عادة لايتم أخذها على محمل الجد من قبل النقاد .

على الرغم من أن مهرجان"Sundance" السينمائي  والذي يتم اقامته منذ فترة طويلة يهتم كثيراً بتمكين المرأة ويشارك به الكثير من صانعات الافلام الذين يقومون بتقديم اعمالهن ,و لكن للأسف القليل من هذه الأفلام التي يقوم النساء بصناعتها يتم تقديمها الى هوليوود لتمويلها والعمل عليها ( وذلك بعكس العديد والعديد من الافلام التي يقوم باخراجها وصناعتها الرجال). والانتقادات التي تقدم للأفلام التي تخرجها النساء والتي تعرض في مهرجان "Sundance" تعتبر فقيرة للغاية فكأنه يتم النظر إليها على الهامش . وفعلي سبيل المثال و ليس الحصر , يقوم النقاد في كثير من الأحيان من إبداء إهتمام أقل بكثير مما هو متوقع ويتعاملون بإستخفاف في دراسة حرفية الفيلم وتحليله من حيث (الرؤية الفنية, والبنية السردية والحبكة الدرامية , وتوظيف الشخصيات) وبالنظر الى الوقائع المنظورة والتعليقات والانطباعات التي يبديها النقاد سنرى إنهم يستخفون تماما بما تقدمه المرأة في هذا المجال ويصفونه (بالسطحيه والضئالة,وانعدام الوزن والقيمة الفنية ويتذمرون حول ذلك,كما انهم يصفون هذه الاعمال بانها تتسم بالتهور وميؤس منه)  وعلى العكس تماماً يتم التعامل مع الأفلام التي يقدمها الرجال بطريقة مختلفة جداً حيث دائما ما تلقى ترحيب وإشادة واضحة تصل الى درجة التغني بالعمل الفني الذي قدموه ويتم وصفهم " بالرقة والذوق والإحساس العالي والإدراك الفني الممتاز ووصف العمل بإنه ذات إطار سيمفوني معقد وجميل"

 

 جنون وحوش البرية Beasts of the Southern Wild
عرض لأول مرة في مهرجان "sundance" عام 2012.

 يشير المقال إلى أن النقاد كتبوا نقد صغير جدا حول الأفلام التي قامت باخراجها نساء. ففي المتوسط، أخذت الأفلام التي قامت بإخراجها المرأة مراجعات ومشاهدات تعتبر ثلث ما أخذته الأفلام التي يقدمها الرجال من مشاهدات ومراجعات وإشادات. ويتسائل المؤلف عن سبب حدوث ذلك ويخمن ان السبب ربما يكون :

ان هذا التقييم القائم على نوع الجنس "رجل او مراة" لهو انعكاس محرج للغاية للحالة النقدية للأفلام ويبشر بالخير لمستقبل السينما المستقلة وانتشارها والتي ستعتمد فقط على الجمهور والثقافة الشعبية بشكل عام. والسؤال هنا هل سيكون نقاد السينما قادرين على مواكبة التعقيدات والتحديات التي سوف تظهر بوضوح على الشاشة عند انتشار صانعات الافلام المستقلة؟ أو يخشى رجال النقد السينمائي من الدور الحقيقي للمرأة ومن قدراتها اللا محدودة وما هم قادرين على فعلة بالقصص سواء في الكواليس او على شاشات السينما ؟!!

 

 تمكين المرأة قضية ضخمة ومشهورة هذه الأيام في هوليوود، ولكن في الواقع هناك إهمال من  النقاد بالأفلام التي تقوم المرأة بإخراجها ؟و لحسن الحظ ، هناك موجه جديدة من السينمائيين الإناث على الإنترنت وفي البلدان في جميع أنحاء العالم تستعد لتغيير وجه صناعة الأفلام والطرق التقليدية التي كانت قائمة وتغيير النظرة المستبدة إنجاه المرأة في هذا المجال. على سبيل المثال، يتضمن برنامج تعليم المراة الافغانية الآن صناعة الأفلام و دراسة مكونات وسائل التواصل الاجتماعية ووسائل الإعلام والتي يتم الان تطبيقها  في العديد من المدارس، وبفضل الجهود التي يبذلها "مشروع التنمية الأفغانية". وبمواصلة عملية التطوير والمطالبة  بحقوق المرأة في أفغانستان، يمكننا أن نتوقع أن نرى محصول جديد من السينمائيين الإناث قادرين على صناعة وإخراج الأفلام ذات المحتوى الجيد والمتنوع بطرق جديدة ولكن هل يمكن للنقاد مواكبة هذا التطور؟!! ربما  الوقت هو الوحيد القادر على اجابة هذا السؤال :) .



About the author

AhmadWaris

Ahmad Waris living in Egypt, he graduated from faculty of literature department of English language from Cairo university in 2010. he is working as a translator from English to Arabic language for Film Annex Web site currently. He is interesting in reading and writing.

Subscribe 0
160