حينما بكي الحجر

Posted on at


 الطبيعه لا تغضب إلا علي هؤلاء ..
نعم استمعوا لي فقد عايشتهم كل دقيقه وعرفتهم كنفسي تماما .. وكنت   انا في منتصف كل ما حدث
 ولكن القدر تركني ..لأحكي لكم ذلك بالتفصيل ...


 يوما تتظلل فيه الفرحه . من بقايا اليوم السابق ... فقد انتهي عيد الفطر بخطبه البنت الصغري .. - المنزل جزء من مجتمع ريفي مصري مريح -.. وكعاده المنازل الريفيه  .. نحن في اول النهار .. والبيت مولع بالحركه فهنا اخ يرحب بأخته في الحجره اسفل السلم  .. وفي الغرفه المجاوره . ام تودع ابنتها بعد قضاء اجازه العيد معها .. وبالطبع اخذت الام تنصحها بالنصائح التي لم تكف عن اعطائها اياها من بدايه زواجها   .. وهناك العروس الجديد .. في اول السلم تصعد لزوجه اخيها الاكبر صديقتها المقربه مصطحبه معها فطورا لهما سويا .. وهناك بعض الاطفال يلعبون في ساحه المنزل ( الغميضه )   وفي كل تلك الجلبه .. كانت تقف زوجه تحضر الطعام  لهذه العائله الكبيرة .. منتظره احدي اخوات زوجها الصغري .. تحضر لها بعض الحاجات من البقاله
 وفي تلك اللحظه خصيصا .
- جاء لها زوجها ليداعبها قليلا .. محاولا مصالحتها بعد ليله طويله من ازعاجها المستمر .
- دخلت زوجه الاخ المتوفي – منذ زمن-  التي تعيش في القاهرة .. لتودع اهل المنزل بعد اجازة العيد  التي قضتها هناك . ولكن لم تودعها تماما بسبب اصرار شديد من سيدة من سيدات المنزل .  ترجتها ان تظل معهم حتي الغذاء وبعد موافقتها علي المكوث أخذتها الي الحجره المقابله  للسلم  ليتحدثوا قليلا ( كلام ستات )  ..
- خرج الاطفال من الساحه الي الشارع مهللين بعد ان قرر احد آباء المنزل بإعطائهم نفحه من بقايا العيد .. ..

ربما بعد ما العروس تصعد و بعد ما تحضر الاخت حاجات البقاله . ويرجع الاطفال محملين بالحلويات .   ويجهز الطعام . تجلس كل تلك العائله الكبيره معا للغذاء .. خصوصا  ان  خطيب العروس الجديد سينضم لهم هو  وعائلته فبالتأكيد ستزداد بهجه العائله .. ولكن ...
 قرر القدر ان يأخذ مصيره ......ولم تحدث  اي من تلك الاشياء .. وربما لن تحدث في اي زمن قريب ...بعد اليوم..
ففـــــــجأة ..
 بعد ان اتخذت الزوجه قرارها بتسويه الدجاج علي الشعله لتسرع قبل ان يعود ( حماها وباقي رجال المنزل الكبار   من اخر بقايا صله الرحم بعد انتهاء العيد )  زودت الشعله علي اخرها ... حدث ما لا يمكن توقعه ..


انفجر ...
 بوم .. بوم .. بوم
 من الذي يطرق الباب الان
..لم اكمل حتي الكلمه.. حسنا حسنا .. سأفتح الباب ..
.و بخطوات مسرعه .. و وجه أحمر من شدة الانفعال مع القصه .. فتحت الباب .اها عامل التوصيل السريع لقد كدت انسي انقذتني فلم اكل منذ ايام انا حتي لا اتذكر متي اخر مره اكلت .. علي العموم متشكر
مره أخري إلي أوراقي 
اااه اين القلم ..؟؟؟؟ 
نعم هاهو .. يالك من قلم متعب
--------
بعد ان زادت الشعله علي اخرها ... وزادت حميه النار وعلي صوتها بشده  كإنها حمم من جحيم  ..
انفجرت .. انفجرت الانبوبه .. وهي تتوسط المنزل .. لتضع لكل تلك القصه نهايه .. انفجرت لتأخد بكل غالي .. تاركه ورائها  الرخيص وسكتت كل الجلبه ولم يبقي الا صوت الانفجار يدوي .. وسط صرخات مختلطة بخطوات من بعيد تجري .. لتري ما يحدث ..وتنقذ ما يمكن انقاذه
.. وقت انفجارها كانت العروس مازالت في بدايه السلم .. فإشتعلت النيران في عبائتها ...
و الاخ الذي دفع ابنه اخته الصغيرة بعيدا عن النيران .ولكنه لم يستطع انقاذ اخته التي اصيبت بالنار واخذت تترنح لا تعرف مداو او ملجأ لها و تحاول الخروج من المنزل لتسقط من اعلي الدرجات لم يرحم هو ايضا من السنه اللهب ... وسط جموع من الصرخات
. جائت التضحيه الكبري فقد انقذت السيدة زوجه اخيها من النيران لتلوذ هي بألامها الحارقه ..


ولحقت  النيران بالإم و إبنتها .. فلا تركت لهم منفذ وحاصرتهم لتشتعل فيهم اشتعالا يصرخ القلب له الما .ولا يجب علي ان اذكر ما حدث للزوجه والزوج قرب النيران .
المشهد الان ليس علي ما كان .
.. كئيييب فبعد الانفجار .. ضحايا النيران في كل الانحاء راقده ... توقف المشهد وسكتت الاصوات  ..ولكن المشهد خارج المنزل ما زال مشتعلا .. الناس من كل صوب تجري لتنقذ من بالداخل .. ولكن كانت المفاجأه التي صعقت الجميع فبعد ان جاء الرجال بخراطيم المياه .. الضخمه .. دخلوا المنزل ليجدوا فيه النار لم تشتعل بشيء ابدا .. تركت الدولاب و الباب والسجاجيد  ..
 لتمسك بالعائله المسكينه ...العائله التي كانت تملك احلي الضحكات ليلا عند الاجتماع سويا .. و اجمل طيبه قلب تفيض علي من حولها  .
جاءت السيارات تنقذ من تبقي فيه روح .. كنت هناك .. رأيت النار و قد كشفت عن عوراتهم و اكلت جلدهم .. وهم لا يتأوهون .. وانما من كثر الالم لا يدركون ....
ولكن تبقي عند الجميع امل ان يرجع هؤلاء بعد علاجهم ..لينيروا المكان وتبقي تلك وقت سيئا قاومته الاسره معا
وبعد اقسي اسبوع  مر علي تلك العائله الكبيرة .. وهذه المنطقه بأكملها ..
 قرر الله ان يريحهم من الآمهم .. ليسكنهم جنتهم و ثكانتها ..
والان نشتاق اليهم كثيرا .. فالمنزل اصبح خاليا  تماما ..لم يعد فيه صوتا ولا روحا ولا حتي ابتسامه
فات علي ذلك سنوات .. ولكن الآلام لا تختفي أبداً ..
و كل صباح أدعو .. أن يكونوا في فيروز الله متنعمين في خيراته


 


.


 


 


 



About the author

Emansobhy

I'm a little writer .. that's it

Subscribe 0
160