نصنف الناس و نحكم عليهم ,على أخلاقهم, على نياتهم , على ما بقلوبهم و ندعى الصلاح و القوامة عليهم
ندعو للحق ,للعدل ,للسماح ,ونغضب لمن لا يقوم بهم و عندما يأتي الامر لنا نبرر لانفسنا
نطالب بالحرية , الكرامة , و نعمل جاهدين على سلبهم من من يخالفنا في الرأي
نخاطب الناس ملتمسين منهم حسن المعاملة و آداب الحديث والتحكم في غضبهم و ننسى كل هذا مع أول شخص نغضب منه
نتحسر على ضياع الاخلاق و انتشار الالفاظ السيئة و لا نتذكر أن نكون مثالا لهذه الاخلاق و استعمال الالفاظ الحسنة
نحزن على ضياع مفهوم ديننا الوسطي و ندعو الناس أن يعودا له و ننسي أن نعود نحن
نهاجم بعضنا البعض , نفاضل بيننا و من منا أحسن و أفضل
بتنا نمتلك حقوق ليست بملكنا و عليها بدأنا في توزيع الادوار و المسؤليات
بتنا نمتلك تأشيرة دخول الجنة و النار و ندعي بأن هذا في النار و الاخر بالجنة
أصبحنا نزكي أنفسنا و ما نريد ونسينا أنه عندما ندعو لشهيد نختم ب "اللهم انا لا نزكي عليك أحدا و لكن نحتسبه عندك شهيدا" ومازلنا ننسى ! ؟
بأي حق و لأي حق؟ فنصرة الحق و العدل و نشر الاخلاق و العودة الى الدين تبدأ من عندنا أولا
لا تبدأ بالفعل و لا بالقول ... لكن بالقلب
علينا بجهاد قلوبنا و حملها على الالتزام بما نريد أن نحققه و نراه
ما لنا نصنف الناس و نحن منهم
ما لنا نطالب بالحق و العدل و السماح و نحن أولى بهم
ما لنا نطالب بالحرية و هي تكمن في تقبل حرية الاخرين
ما لنا نتحسر و نحزن و نهاجم و الحل بين أيدينا
فلنقوم أنفسنا و نصلح عقولنا و نحترم بعضنا و نبدأ بالسلام
فلنكون مثالا لأنفسنا
حتى و ان كان حلم ... و ما الحلم ببعيد