لطيفة النادى

Posted on at



يقولون ان مصر مولد الابطال و الشجعان , يتصدون للاعداء و يرفعونها الى اسمى مكانة و يعلون اسمها فى كل مكان فى العالم و يرففون علمها على قمة كل نجاح , و هؤلاء الابطال كثيرون منهم الرجال و منهم النساء استطاعوا ان يحفروا اسم مصر فى جدران التاريخ و من هؤلاء الابطال بطلة مصرية حلقت فى سماء العالم فهى  اول كابتن طيار مصرية و ثانى امرأة فى العالم تقود طائرة منفردة بعد (اميليا ايرهارت)"1" . فمن هذه البطلة ؟




هى (لطيفة النادى)"2" ولدت فى 29 اكتوبر 1907 و كانت مولعة بالطيران منذ الصغر و تلقت دروسا فيه بينما اوهمت والدها بانها تتلقى حصص تقوية لرفع مستواها الدراسى مرتين اسبوعيا و عندما علم والدها رفض هذه الفكرة و لم تكن معها نقود لتعلم الطيران فلجات الى كمال علوى مدير عام مصر للطيران فى ذلك الوقتو فكر فى الامر و طلب منها ان تعمل فى مدرسة الطيران و وافقت على ذلك و عملت سكريترة فى المدرسة و بمرتب الوظيفة يمكنها سداد المصروفات. و كانت تعشق المغامرة فقد اختبأت ذات مرة فى طائرة صغيرة قبل اقلاعها لتخوض تجربة الطيران لاول مرة .




فى 1933 حصلت النادى على اجازة طيار خاص و كان رقمها 34 اى لم يتخرج قبلها على مستوى مصر 33 طيار جميعهم من الرجال بذلك تكون اول فتاة مصرية عربية افريقية تحصل على هذه الاجازة . و قد اخذت والدها على متن الطائرة فى جولة طارت فيها فوق القاهرة و حول الهرم عدة مرات لأرضائه و لما راى جرأتها و شجاعتها قتم بتشجيعها و احتضانها .



و شاركت لطيفة فى الجزء التانى من سباق الطيران الدولى الذى عقد فى ديسمبر 1933 و هو سباق سرعة بين القاهرة و الاسكندرية و كانت اول من وصل لخط النهاية رغم وجود طائرات اكثر سرعة من طائرتها و لكن حجبت اللجنة الجائزة عنها لوقعها فى خطأ فنى فى الاسكندرية عندما نسيت الدوران حول النقطة المحددة و اوصت اللجنة بمنحها جائزة شرفية و ارسلت (هدى شعراوى)"3" برقية تهنئة لها.


 




و تولت هدى شعرواى مشروع اكتتاب من اجل شراء طائرة خاصة للطيفة حتى تكون سفيرة لبنات مصر فى البلاد التى تمر باجوائها او تنزل بها و هكذا فتحت الباب لبنات جنسها لخوض التجربة فلحق بها كثيرون منهم " زهرة رجب" و "نفسية الغمراوى " و "لندا مسعود "و "عزيزة محرم و اصبحت كبير معلمين معهد الطيران فى امبامة "و "ليلى مسعود" ثم حجبت فتيات مصر عن الطيران بصفة نهائية فلم تدخل فتاة مصرية لمجال الطيران منذ1945 .


لم تتزوج لطيفة قط و عاشت جزء من حياتها فى سويسرا فقد منحت الجنسية السويسرية تكريما لها و كانت صديقة مقربة من اميليا ايرهارت -اول امرأة تقود طائرة منفردة- و كانت تبعث لها بالجوابات تحكى لها عن رحلاتها . و فى 1996 عمل فيلم وثائقى عن حياتها اسمه "الاقلاع من الرمل" و سئلت عن السبب الحقيقى وراء رغبتها للطيران فقال " انها كانت تريد ان تكون حرة" . توفت كابتن النادى عن عمر يناهز الخامسة و التسعين فى القاهرة عام 2002 .



هذه امرأة مصرية تستحق مننا ان نكن لها الاحترام و التقدير و نتذكرها دوما و نأخذها قدوة على الشجاعة و التحدى . و هى ايضا بطلة من ابطال مصر . .


H.M








About the author

160