سيدتى الفاضلة

Posted on at


كعادتى يوميا أخرج صباحا لأشترى فطورى ومستلزمات البيت , وتصادف فى ذلك اليوم مرورى على المكان الذى تجمع منه القمامة كل صباح فى نفس الموعد حيث تقوم عربات القمامة بجمع أكوام المخلفات(1) من وسط الطريق الذى يكاد ان يختنق مروريا تماما من كثرتها , وفى نفس الوقت يسترزق آخرون فى جمع البلاستيك والنحاس والحديد وغيرها من المواد التى يكون لها قيمه لبيعها والعيش منها .

ووسط كل هذا الصخب رأيتها تجمع المخلفات فى عجل لتلحق بزميلاتها فى تلك العربة التى يجرها (الحِمَار) _ أعزكم الله _ تلك الفتاة العشرينية لفت نظرى ملابسها الرثه البالية وبها العديد من الخروق ولكن فضيلة تلك "الأميرة" _على الأقل من وجهة نظرى _ وعفتها وحيائها منعوها ترك تلك الأجزاء من جسدها عارية فإضطرت للبس عدة قطع من الملابس ما بين "بلوزات"و"بناطيل" لتغطى كل قطع الخروق بالقطعة الأسفل منها وواضح على نوعية الملابس انها مستعمله قد تكون هِبَةُ من أهل المنطقة , وبالإضافة الى ملابسها البسيطة ترتدى حجاب طويل لستر شعرها وصدرها , على الرغم من فقرها الملح لم تتجه لبيع جسدها لتكون من أغنى البنات فى شهور معدوده

ولى هنا عدة إستنتاجات أهمها إداركها بعزتها وجسدها ليس ملك للعامة أو للبيع بثمن بَخس , وأن لها أمير طيب ينتظرها نقية لا تلوثها أعين الشباب ولا أن تنال منها الفاظ او تنهش فى جسدها أيدى الوحوش أشباه الرجال (فالطيبون للطيبات ) بالإضافه أنى تعرفت على والديها وتربيتها من خلال نظراتها الخجله ورقى تعاملها .

 

ستبقى جوهرة لن تعلق بها أى من المخلفات التى تجمع منها احتياجاتها كل يوم ,وسيأمنها زوجها فى حضوره وغيابه على حد سواء فالمبادئ حاضرة , وفيما بعد ستكون جديرة بتربية جيل عظيم , قادر على التنفس وسط عفن القمامة(2) وعفن أخلاق المجتمع الأخطر الذى صار فيه الحجاب تخلف(3) والعرى تمدين وحداثة !!

ولنا فى ذلك الموضوع مقالات قادمة بإذن الله .

 

م.د

 



About the author

160