في حضرة عقلي

Posted on at


عزيزي القارئ هل لك أن تتخيل معي ما سأرويه عليك الأن..وهل أنت تعاني مما أعاني منه؟..أم أنك هرقل زماننا ..أو أرسطو العصر..أم أنك ولا أدري تخطيت حكمة جالينوس..عذرا..
إن أخذت في إعتبارك أنني أعلم تماما ما تنوي الرد علي به...وأخذت أيضا بما تروي كل كلمة من كلماتي...
من قصة وحكاية..فلن تعتبر سيدي القارئ أنني أتهجم على عقلك...واصفا إياه بالخرافي...فأنا أعتبر ذكائي من مسلمات هذا الكون ...أعرفه كما أعرف ربي...وأعرف أنني لست عاجزا لذا أطلب منك رأيك..ولكنني أطرح عليك أطروحة أرجو أن تفهم من سياقها شيئا...

بدأت هذه الحكاية منذ أن تشكل الجنين الكوني العظيم ...في رحم خيال الإله..وأنبثق إلى هذه الحياة في ومضة لا يمكن تصورها...كطفل يخرج إلى الحياة من بطن أمه...وأن الرعاية الإلهية إستلزمت توفير كل الوسائل الممكنة التي لا يمكن لعقل بشري تخيلها الأن...الإعتناء بهذا الطفل ...وتحمل مسؤلية جعله ينمو بلا توقف ...ومنع حدوث الأذى الجسماني لهذا الطفل الذي تتناقض فيه الأحداث وتشتعل فيه براكين ليس لها مثيل قد تفتك بخلاياه..وتدمرها..ألا يكفي جمال هذا الطفل للإله...ألا يكفي الإله أنه خلق ما يتعدى بلايين الشخصيات والتناقضات..الموجودة في هذا الطفل...أم أن له أطفالا أخرين لا نعرف عنهم شيئا...والحكم هنا لأبوية الإله للكون كحكم أبوية....أحدهم لقطة ولدت على يديه وتربت معه....ولكن تتعدى الذات الإلهية لتبطش بعقولنا كوريقات هبت عليها الرياح فنثرتها...رغم حجمنا الذي يساوي صفرا..بجوار الكون...قد نكون بعيدين تمام البعد أصلا عن الصفر...إلا أننا نشبه الكون في كل شيئ..عمرنا اللا متناهي..أخذا بمبدئ المراحل التي نعيشها ..موت ,ثم حياة, ثم موت,ثم حياة الخلود...وأننا نحمل في داخلنا إنفجارات الشموس...وجمال المجرات...وعظمة النظام...حتى أننا نشارك الكون في ثقبه الأسود...فبداخلنا جميعا ذلك الثقب الأسود.....وفرضا أنه لا يكفيه هذا...بل إنه وضع بداخلنا شيئا فريد من نوعة...فلا بد للكون من الإنفراد بشيئ يميزه عنا..وكان لا بد لنا أيضا أن يكون لنا شيئ يميزنا عن الكون وغيره...فتميزنا بالعقل...ولم يكتفي الإله بعد....فصمم لنا عقلا يرفضه شخصيا ولا يعترف به...فنقبل تفرد كل واحد منا بما يميزه عن غيره ونرفض تفرد الإله بالوحدانيه...وهنا تكمن عظمته...فالبحث عن الشيئ مهما كان...يزيد من أهميته...وكلما كان الرفض أقوى كلما كان البحث أعمق...وكأنه يلعب معنا لعبة الغميضة...التي كنا نلعبها صغارا....ولكن قوانين اللعبة الإلهية هنا تختلف...فهو يترك في كل نانوميتر من كونه علامة تدل عليه....ويريدنا أن نكون جميعا شارلوك هولمز...ولكن كل على طريقته...فجعل الأمر مشوقا أكثر...عندما وهبنا نعمة الإنكار...حيث أنه مهما أقنعتني بدليلك...يظل إنكاري له أمرا مسلما ...مما يجعلني أبحث أكثر إما لأجد أجوبة...أو لأفرض عليك أسئلة تجعلك وتجعلني عاجزين عن الرد...فنبحث من جديد...وتظل رحلة البحث إلى أن تموت.....لدرجة أنني قد أعتبرك وبائاً على البشرية...كالملاريا والسرطان والكوليرا..إلخ....( ولكن بقدر ما كنت في نظري وباءا إلا أنك قد جعلت عقلي يعمل بأقصى طاقته حتى ...بحثت لنفسي على وقاية منك...قبل أن أبحث لك عن علاج...أو قد أعتبرك الطبيعة الأم التي نرتمي في أحضانها إذا أحسسنا أننا أخطئنا....وفي نهاية هذا الفصل من الحديث أحب أن أنوه ....أنني أعشق هذا الإله الذي خلقني لأبحث عنه ....فأنا مفتون بهذه الفكرة لدرجة أنني أعشق ....عابد الأصنام...والملحد...والبوذي ...والمسيحي ...واليهودي...وأصحاب الألف ديانة الأخرى...لأنهم يدفعون عقلي بإستمرار لأكمل ما أسميته لعبة البحث عن ...الإله...ويترفع الإله عن الإجابة عن ذاته....بل يعطيك الإجابة على شكل أسئلة أيضا تحير عقلك..علينا جميعا أن نؤمن أن عقولنا ليست إلا ألهة أيضا ....إجتمعت في حضرة كبير الألهة...مصمم العقول...لذا سأحترمك طالما أنك تحترم إلهي (عقلي)...قبل أن تحترم إلهك... فتتحدث من منطلق هذا الإحترام ...حينها سأقبل الحديث معك...أما إذا لم تحترم هذا ...فتبا للخلاف ...ودعنا نحتسي كوبين من الشاي ...ولنكن صديقين...فسيئتي الوقت الذي نتحدث فيه عن معتقداتنا لاحقا...ما دمنا أصدقاء



About the author

mohamed-nasr-8943

changing life started with athought

Subscribe 0
160