هل هو موجود حقا في كل مكان تطأه قدمي كما يزعمون..وهل حقا هو الذي يتحكم في هذا الكون..تعددت أسمائه وصفاته..وفاقت قدرته الخارقة قدرة منابع عقلي على التفكير..فهو كما يقول عنه علماء الفلك المؤمنون بوجوده عندما أرادوا قياس قوته العظيمة..هو أقوى من الإنفجار الكوني العظيم فهو الذي أوجده وهو الذي يسيطر عليه..فالكون بين راحتي يديه..وبعد أن ضربت كل هذه التساؤلات بعقلي عرض الحائط..قررت أن أقوم أنا بالبحث والتنقيب عنه..وعن أجوبة لتلك الأسئلة

لو كان موجودا حقا .. لم ترك الذئاب تنهش لحم الغنم..ولم يترك صنيعته بلا حراسة ولا قيادة؟..ولم يكتفي بالنظر إلى تلك النفوس البريئة التي تعذب ؟ بلا مأوى,بلا ثياب, بلا طعام أو شراب..يتضورون جوعا..لما يكتفي فقط بمشاهدتها..هل حقا يكفيها ذلك القدر الضئيل من الزيت في المصباح حتى آخر الليل..فذهبت إليهم ..وشاركتهم السؤال..فصعقتني إجاباتهم جميعا..عندما أجمعوا أنه موجود ..وأنهم يؤمنون به..بل ويدعونه أيضا..

فتبادر إلى ذهني أنهم لا يملكون شيئا لذا لا ضير من أن يؤمنوا أيضا بلا شيئ

أنا أعلم الكثير عنك من روايات إعتد سرقتها من المكتبات..وبعض كتب دينيه كان أبي يقتنيها..ومسجد مهول كنت أعتاد الصلاة فيه عندما كانم أبي يأخذني من يدي حتى نصلي.. زعم صاحبه الذي تبرع بالمال لبنائه أنه أهداه لك....وحتى تكون هديته غاية في الروعة والجمال..أنفق عليه مالا كثيرا..كان هذا المال كفيلا بتوفير إحتياجات 1000 شخص ممن يفترشون الشوارع بالليل..فهل هذه مشيئتك؟ هل هكذا تحرك خليقتك؟ فسألت إمام المسجد فقال إن الله إصطفى هذا الشخص لبناء هذ المسجد..الذي يتسع ل2000 مصلي..وبه دورات مياه على الطراز العالمي..ويتدلى من سقفه ثريا من الهند صنعت خصيصا..

فهل سيذهب الناس ليتعبدوا إليك في هذا المسجد؟ أم أنهم يذهبون إليه هربا من حر النهار ليقتنصوا نصف ساعة في تكييفه المركزي..وقد سمعت من هذا الشيخ سابقا أنك قلت أن الأرض كلها مسجد فكيف ترضى بهذا وخلقك عراة.

خرجت من المسجد إلى الكنيسة الموجودة في نفس الشارع ووقفت أمام هذا البناء المهول مبهورا أيضا بما أنفق عليه لتشييده وتزيينه..فطلبت مقابلة الكاهن..وسألته نفس الأسئلة التي سألتها للشيخ ..فوصف لي كيف تمت بناء الكنيسة ولم هذه النفقات وأتبعها..بأنها حظيرة الر ب..يأتي إليها عباده المخلصين يطلبون الخلاص..وسألني عن إسمي..فأجبته بأن أسمي له جذور إسلامية..فلمعت عينه ببريق أعرفه..ودار بيننا حوار طويل لم يتكبد فيه الكاهن عناء وصفك لي أوبرهنة وجودك ..كما تكبد عناء مجادلتي في ديني وتلك المشقة العظيمة التي إنساب عرقها على جبينه ..لمجرد إقناعي بأن أعتنق النصرانية..وظل كل شخص أقابلة يقنعني بدينه...فهل أنت موجود فقط بوجود الدين؟ أم أن وجودوك يتعدى الوجودية؟

لازلت أبحث عنك ......