لكم تمنيت أن تنتهي حياتي في كثير من الأحيان فقط لأنني أحسست بأنني فاشل وغير نافع وإليكم القصة وراء ذلك

 

كم كنت سعيدا عندما دخلت كلية الهندسة لأنها كانت الحلم الجميل الذي يراودني كل ليلة , ويحرك دائما مشاعري ويداعب أحلامي ويقوي من عزيمتي ولكن المفاجأه . بعد أن دخلت الكلية أكتشفت أنني طالب عادي كأي طالب في أي كلية أدبية تتلخص حياتي في حضور المحاضرات وتصوير الأوراق ,

وعملية دخول المعمل بالنسبة لنا هي عبارة عن "فسحة" وأشبها بشخص يطيل الوقوف أمام الواجهات الزجاجية للمحلات ويطيل النظر للمعروضات ويتمنى من داخل نفسه بكل جوارحة أن يدخل للمحل ويلقي نظرة عن قرب للشيء المعروض, يلمسه بيده , يشم رائحته , أو ربما يشتريه ولكن يقف صاحب المحل دائما في وجهه كأنه سد منيع وهو يقول "إكتفي بالنظر فقط" هذه هي حياتنا في المعمل

.

أما عن الورشة فلن تكفيني ألف ألف مقالة لأصف شعوري بالنعاس والنوم الذي يتسلل الي وأنا أقف في الورشه

عندما أدخل الورشة أشعر بأنني دخلت لأحد أسواق الخردة لأشتري بعض الأشياء التي سأحتاج اليها مستقبلا ,يستقبلني الفنيون في كل مرة وكأنهم باعة متجولين أشعر بهم يقولون إقترب أشرح لك مزايا البضاعة التي معي وعندما أخذ خطوة لأجرب ما سأشتري اجد البائع وقد استشاط غضبا يقول"تستطيع الخروج الأن لأنك لم تحترم البضاعة التي أقدمها فاللمس عقابه الطرد من السوق" .................تبا

لم أستطع التكيف مع هذا النظام فأنا أحب التجربة والمحاولة وأحب إحساس الفشل لأنه بطريقة أو بأخرى سيقودني إلى النجاح , زاد سخطي على التعليم والنظام والنظومة فأكتفيت بالرسوب والرسوب والرسوب

مع أنني على العكس تماما أمتلك من الأفكار والمشاريع والطموحات ما يؤهلني لأن أخذ بكالريوس كلية الهندسة وأنا في منزلي أحتسي كوب قهوة فبداخلي  تكمن بذرة المهندس الناجح التي لا تحتاج سوى القليل من الإهتمام لتخرج من بين طياتها هذا المهندس العبقري الذي يمتلك كل شيئ

وإن ظل نظام التعليم في هذا المستوى المتدني  فأنا عللى يقين من أنني سأتخرج من كليتي وأنا مازلت .................. فاشل