لن أنسي هذا اليوم في حياتي مطلقًا ، شهدت فيه مواقف كثيره من أوله حتي أخره ، ورصدت فيه مايطلق عليه البعض "أخلاق المصريين".
بدأ اليوم عندما إستيقظت في الواحدة ظهرًا وإنتظرت مجئ أختي العزيزة من المدرسة لتناول الإفطار وبعدها جاء والدي من عمله ودخل غرفته ليستريح بعض الشئ ، وبعدها بدأ يوم أختي في إعطاء الدروس للتلاميذ في منزلنا البسيط ومع ثاني مجموعة عم الضحك المكان بعد سماع صوت غريب...الصوت يتكرر والضحكات تتعالي..من يصدر هذا الصوت وحينها تأمر أختي التلاميذ بعدم الكلام والتركيز في الإمتحان.
تدخل أمي إلي غرفة والدي لتراه في حاله لايرسي لها ،مستلقي علي السرير ولايستطيع النطق ،لايعرف من هو ولا يعرف من نحن وأين هو ولكن كل مايقوله أرجوكم إيقظوني من هذا الحلم.
كنت وقتها لا أعرف ماذا أفعل فنزلت سريعًا لإحضار دكتور وبعدها صعدت البيت لأجده ملئ بالناس كيف كان كل هذا فاأنا لم أنتظر سوي خمس دقائق وبعدها تأمرنا الدكتور بضرورة إرساله للمستشفي وحينها عم البكاء المكان فنحن لانعرف ماذا به والتشخيص المبدئي غير معروف لكن المؤكد أن نبض والدي غير موجود وفي طريقه لملاقاة ربه.
ذهبنا للمستشفي وبدأت رحلة أخري غريبة والدي لايريد الجلوس ف المستشفي ويريد الخروج بأي طريقة...ويكرر دائمًا أين أنا؟!! ، أيقظوني من هذا الحلم فينادي علي أختي والتي هي غير موجودة معنا ف المستشفي ليقول لها إفتحي التلفزيون ولكن نحن لسنا في البيت...والدي لم يدرك من نحن وظل الموقف يسوء لمدة طويلة حتي إنتهي الأمر بإستيقاظ والدي مما كان فيه.
لكنه لم يكن حلم كان واقع ، ولكن أعتقد أن والدي تناساه وأظهر لنا أنه لا يعلم أي شئ ولايعرف من أتي به إلي هنا ومن كانوا حوله وهكذا.
أضطرت بعدها للذهاب للمنزل حتي أكون مع والدتي وأختي ، لم أذق طعم النوم يومها فسرعان ماتبدل الأمر بسمعي لصوت قوي وغريب وإذا بالبعض يقول إنها قنبلة إنفجرت في مبني المديرية وهناك الكثير من القتلي والمصابين..يالك من يوم غريب كل هذه الأحداث في يوم واحد ولكن علامات التعب والإرهاق بدأت تظهر علي وجهي في حوالي الساعة التاسعة صباح اليوم التالي وبعدها لم أدرك نفسي مرة أخري سوي الساعة الواحدة والنص..
يوم الثلاثاء ياالله أنا عندي إمتحان بكره ولازم أسافر..كان هذا السفر أمر لم اطقه خاصة هذه المرة ولكن سافرت..وهاهو والدي يتحسن يومًا تلو الأخر .
وأصبح يوم الإثنين 23 ديسمبر يومًا لن أنساه طوال حياتي وأرجوا من الله عدم تكراره مرة أخري ، وأود أن أشكر كل أصدقائي الذين ساعدوني في هذا اليوم والذي يعد أغرب أيام حياتي منذ ميلادي وحتي الأن.
وفي النهاية أدعوا للمرضي جميعًا بالشفاء العاجل ، ورحم الله أموات المصريين كلهم.
