ليلة الجمعة 2

Posted on at



 


هدأت الأصوات وساد السكون فى حى المعادى حيث يسكن ماجد , وكان ذلك فى تمام الواحده والنصف بعد منتصف ليلة الجمعه ¸وبعد يوم شاق قضاه صابر وماجد فى (ندوة بالتحرير لاونش) كما ذكرنا فى مقال ( ليلة الجمعه 1 )ويمكنكم قراته من هنا(1) والذى نشر الجمعه السابقة , إشترى صابر مسحوق لغسيل ثيابه وبالفعل بدأ فى غسيلها ونشرها فى شرفة الشقة , واستقر صابر فى سريره وبجواره اللاب توب الخاص به المتصل بالشبكة العنكبوتيه يطالع الجديد عليها , فوجئ صابر بدخول ماجد عليه مرتبكا وقال له ( صابر يجب ان تحزم اغراضك فلا بد ان نرحل حالا من البيت  ) _ وعلامات الجديه ترتسم على تفاصيل وجهه _ واكمل قائلا ( هناك بعض المشاكل الخاصه بى فى البيت ولن نستطيع النوم اليوم هنا يجب ان نرحل )


فنظر له صابر بإندهاش قائلا : ( لماذا ) ؟!


فرد عليه ماجد ( سأحكى لك تفاصيل ما حدث ولكن فى الطريق )


فألح صابر فى السؤال , ولكن ماجد رفض التحدث واعاد اليه ما قاله ( سنذهب الآن وسأحكى لك تفاصيل ما حدث ولكن فى الطريق )


فاستسلم صابر لطلبه وبدأ فى انتشال كل ما يخصه من الحجرات من كاميرا ولاب توب واجزائهما والملابس التى كان من دقائق قد نشرها لتجف صابر فى الشرفه وكانت ما تزال رطبه .


(ماجد ) : أرجوك لا تنسى شيئا فأنا اعرفك جيدا , مثل المره السابقه .


ولم صابر اشيائه وفتح ماجد الباب بشئ من السكون , ولكن والدى ماجد سمعا الباب يفتح من الشقة المجاوره .


( تعد تلك الليلة من اطول الليالى التى عاشها ماجد , واعنفها مشاهد , فلم يشهد احداث شد وجذب قبل ذلك كثيرا , وكانت حياته هادئه طبيعية )


سمع الأب باب الشقه المجاورة  للتى يجلس بها تفتح فإستنتج ما يحدث , وخرج على الفور بملابس البيت قائلا بصوت مرتفع: ( صابر تعالى هنا ) وكان صابر فى تلك اللحظه وصل لأخر درج فى السلم وماجد يتبعه فى الدرجات الاولى من السلم ( حيث يسكنا فى الطابق الاول ) فرد عليه صابر بود ( بأذن الله مره قادمه ) فردد الوالد طلبه ( اصعد يابنى الوقت المتأخر ولن تجدوا اى وسيلة مواصلات )  فرد ماجد لابيه قائلا ( انتهينا من ذلك ,بعد اذنك سنذهب ) ,,فى تلك اللحظه ظهرت الام من شرفة الشقه قائلة _ بصوت اقرب للرجاء وقد ظهر علي وجهها علامات الانهيار والبكاء ( اصعد يابنى ارجوك ) وصابر مستمر فى ترديد ( بإذن الله فى المرات القادمه , سلام عليكم ) وانطلق ماجد وصابر فى ظلام الليل ووجهتهما المدينة الجامعية لجامعة القاهرة حيث يسكن صابر ولكن تواجههما مشكله وهى ان الساعه تجاوزت الثانيه بعد منتصف الليل ومترو الانفاق اغلق ابوابه , فقررا ركوب الميكروباص الى ميدان العرب ومنه آخر لميدان التحرير ومنه ثالث ان وجدوا وان لم يجدوا ( وهو ما حدث ) فسيكملون طرقهم سيرا على الاقدام .



وفى اثناء ركوبهم حكى ماجد لصابر ما حدث بالتفاصيل قائلا ( اولا وقبل كل شئ ارجوا ان تسامحنى فالأمر معقد قليلا وكما رأيت لم يرد والدى خروجك من المنزل بهذه الطريقه ولكنى آثرت ذلك حفاظا على كرامتى وكيانى , فتلك حياتى انا لا حياتهم هم , يتحكموا فى صداقاتى والاماكن التى يجب والتى لا يجب ان اتواجد بها رغم انهم يعلمون جيدا انى شخص محافظ فى تحركاتى وليس لى حركات متهوره او انحرافا عن الطريق ) واستطرد بلهجة متحديه ( ان والدى هددنى بالطرد من المنزل وهذا حقه فانا ضيف والبيت الذى اسكن به ليس بيتى انما هو بيته , وعندى استعداد ان افعل ذلك على الرغم انى متأكد انه لم يقصد حرفيا ما قال ولكن الجمله خرجت من افمه تلقائيه نتيجة للعصبيه فى الحديث الذى وصل اليه مع ماجد , وعلى اى حال انا جاهز للخروج من البيت نهائيا والاعتماد على نفسى وشق طريقى بعيدا عنهم , اعرف انى سأواجه مصاعب كثيره ولكن يوجد عندى ما هو اهم من العلاقات الانسانيه وابى وامى وهو نفسى وكرامتى وحريتى فى التحرك والتفكير )


واكمل ماجد لصابر قائلا  ( ان موضوع ملازمتى لك فى الايام الاخيره هى بمثابة القشه التى قسمت ظهر البعير , وليست سبب للمشاكل , وارجوا ان لاتكون منزعج مما حدث انا افهم انك تستطيع ان تستوعب فعلى ولذلك فعلت ما فعلت ) وفى اثناء الحديث فى المواصلات حيث وجهتهم للمدينة الجامعية , بدأـ اتصالات والدى ماجد بالانهمار على هاتفه المحمول فتارة يجعله صامتا حتى لا يسمعه وتارة يغلق الهاتف ولكن فى احدى الاتصالات رد ماجد على رقم والدته ليسمع صوت اخيه , فقال له ماجد ( يحيى سأذهب مع صابر لتوصيله للمدينه وسأرجع اليكم , فقال له لا , يجب ان تعودا انتما الاثنان حالا , فرد عليه ماجد لا يمكن لقد تحركنا حالا الى ميدان التحرير , طمئنهما فى البيت وسأرجع بعد توصيله ) وقرار رجوعه ذلك ما استقر اليه ماجد بعد تفكير طويل دار فى خلده اثناء حديثه مع صابر لعدم تضخيم المشكله ) فاغلق الخط , وقال صابر فى تلك اللحظه ( صديقى اولا انا لست منزعجا من طلبك لى بالرحيل , ولكنى منزعج لانى سبب ما حدث , وانا تركتك تقول كل ما عندك فاتركنى القى اليك ما عندى ) وسرد اليه ان موقفه هنا لم يكن مصيبا وان الموضوع ابسط من رد فعل ماجد عليه , وحكى له مشاكله الاكثر تعقيدا والتى تعرض لها من غربه وحتى فى وطنه الام (اوز باكستان ) , من معامله مع والده احيانا قد تصل الى ضربه لأسباب او لآخرى , ولكنه يحلل المشكلات وتمر الايام وتنسى بعد ذلك كلها ¸تركتك لقص كل ما عندك حتى تتخلص مما بداخلك من طاقه سلبيه _ وهذا ما تحتاج اليه الآن _ وسأعير لك كتاب مفيد لك لتقرأه عنوانه ( مهارات التواصل ) لانها هى مشكلتك الآن انت قابلت جمود والدك فى المعالمه بجمود وليس ذلك ما ينبغى منك ان تفعل لا بد من بعض المرونه لتستمر الحياه , تنازلات من الطرفين لتمر المنغصات الطبيعية فى العلاقات الانسانيه عامة ) وتجاذبا اطراف الحديث وتطرقا الى موضوعات ليس لها علاقه بمشكلة ماجد الحاليه منها الموضوعات الخفيفه وعند مرورهما بميدان النهضه(2) بالقرب من جامعة القاهرة(3) , تطرقا الى السياسة بإعتبار ان المكان شهد مؤخرا احداثا سياسيه وانسانيه طاحنه )



ووصلا الى المدينه الجامعية واحضر صابر الكتاب لماجد واوصله لميدان الجيزه للرجوع مرة اخرى , ورجع هو الى مدينته الجامعية , وعاد ماجد للبيت فى حوالى الثالثة فجرا ولم يتحدث لاحد فى البيت , فدخلت والدته الى غرفته لتستنكر ما فعله بإخراج صابر فى ذلك الوقت من البيت وان ذلك يعد عيب عليهما فهما فى بيت كرم ولا يصح ما حدث ( وفى نفس ماجد قال كان يجب ان يحدث ذلك لاشعركما ان هناك مشكله وتكون وقفه ابدا بعدها فى تغيير سلوككما المتعنت تجاهى سواء بدافع الخوف او غيرها فلا يعنينى ) فرد ماجد عليها هذا ما حدث , ودعينى وشأنى اليوم فلن استطيع الحديث .


وبالفعل تركته ونام ماجد وانتهت تلك الليلة .


 


M.D



About the author

160