(حكومات المسلمين النشأة والاختلاف (مقدمة

Posted on at


 الجزء الاكثر دهشة حول التاريخ الاسلامي هو التوسع السريع للغاية في البداية. بداية من رحلة النبى عليه الصلاة والسلام من مكة الى المدينة حتى وفاة النبي بعد عشرة سنوات. كانت شبه الجزيرة العربية حينئذ موحدة ومن بعدها الخلافة التى صحبها توسع بشكل كبير الى اجزاء كبيرة من الامبراطورية الساسانية والبيزنطية والى شمال افريقيا. ثم الدولة الاموية من 661 حتى 750، والتوسع الكبير وصولا الى باكستان واجزاء من الهند. لذلك هذا التوسع في غضون 130 عاما هو واحد من الاشياء التي يجب وضعها في عين الاعتبار كرمز للقوة والقدرة على تنظيم الناس. ثم بعد ذلك الخلافة العباسية التي تبدأ ما يسمى بالعصر الذهبي للاسلام. وسرعان ما تصبح العاصمة بغداد مركز جذب العلماء، والفنانين، والتجار من جميع انحاء العالم المعروف. ما يقرب من 400 الى 500 سنة ربما كانت افضل فترة من اجل الحضارة الاسلامية من حيث الكفاءة الادارية والتسامح. كان ذلك الى نهاية عام 1258 عندما غادر المغول وطنهم في وسط اسيا واجتاحت العالم. وبعد تدمير بغداد العباسية اجبرت الخلافة على الفرار الى القاهرة. تم كسر هذه الوحدة وبعد فترة البطولات والعصر الذهبي بدأت فترة من التشرذم. عندما اصبحت الخلافة في يد الدولة العثمانية من عام 1517 حتى عام 1924 عندما الغيت من قبل اتاتورك. والان اصبح الخليفة الذي هو رئيس الحكومة او رئيس الجالية الدينية يعتمد على جنود الجيش التي هي مؤسسة في الاصل كانت تعتمد على الرق والعبودية. وعندها ظهرت هذه الحالة من التشعب فالخليفة يعتبر الحاكم اسما او الزعيم الروحي، ولكن في الواقع، الحاكم هو السلطان ومن هنا نستمد قانون الحكومات الاسلامية وصولا الى المناطق المعاصرة التي يتولى الجيش( الذي مهمته الاولى هو الدفاع الوطني) فيها السلطة ضد المدنيين. وتعد هذه السلطات المقسمة من اهم اسباب الفشل بين السلطات الروحية والسلطات الاسمية والسلطات الفعلية وتستمر الاشكالية في النهج نحو الدولة من جهة وتطبيق النموذج النبوي المثالي الذى يفشل البعض طبعا في تحقيقه من جهة اخرى. ومنذ القرن ال20 تستمر المحاولات من اجل التوصل لنظرية متماسكة للحكومة الاسلامية.





About the author

160